العروبة والتاج والسيف في الكلية العسكرية الملكية
د.بكر خازر المجالي
19-11-2014 01:32 AM
كان يوما تاريخيا في الكلية العسكرية الملكية الاردنية وهي تشهد تخريج فوج ضباط الميدان العاشر برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم. كنت حاضرا المشهد مسترجعا ذكريات أربعين عاما خلت والفرق أنني في ذلك الوقت كنت اصطف في الميدان مزهوا بلباسي معتدا بنفسي أما اليوم فإنني أقف في صف الحضور أتطلع إلى نفسي في الميدان.
لكن كانت رؤيتي ابعد من السابق ،وبعد كل تلك السنين أصبحت أدرك معنى التدريب وقيمته ومعنى الإعداد الشاق للضابط ليكون باتم الاستعداد ليوم كريهة،
ولكن ما توقفت عنده هو حين بدأ التلاميذ الخريجون ينشدون بصوت جهوري مزلزل يرددون إني لأقسم بالإله قسما تخر له الجباه بمصاحبة فرقة موسيقات القوات المسلحة الاردنية –الجيش العربي ،
فقد بدأت لحظة مراجعة الكلمات وتفهم معانيها ، مع استرجاع أفواج الخريجين منذ عام 1950 ، ومن بينهم العديد من قادة الدول العربية وقادة جيوشها وكبار ضباطها ، وأيضا العديد من القيادات الأجنبية ، وكان الإدراك ان الكلية العسكرية الملكية التي تقع على حافة الصحراء الاردنية هي ليست مصنعا للرجال فحسب كما اعتدنا ان نردد دائما ، ولكنها أيضا هي بيت للعروبة ، نقرأ في نشيدها الذي كتبه شاعر اسمه ( زيدان حسين ) *ربما هناك خلاف ما حول ذلك*وكان معلما في مديرية الثقافة العسكرية ليلخص تاريخ امة ويشرح فكر دولة رسالتها في الثورة العربية الكبرى وتتميز بقيادتها الهاشمية وأنها دولة عروبية قومية صادقة التوجه يذهب جيشها لأي بقعة من العالم يخدم ويضحي ويعود وهو الأكثر احتراما ومحبة ،
يستوقفنا المقطع الذي يقول في النشيد :
أن لا أخون عروبتي ما دمت انعم بالحياة
قسم الخريجون الذي وصل عدد أفواجهم إلى الخمسين من ضباط جامعيين ومن ضباط ميدان ، تعبير عن رسالة الدولة الاردنية والعسكر في الدولة هم التاج والسيف وهم الحماة والرجال القابضين على امن البلاد والمانعين لقوى الشر من التسلل إلينا ، والقسم هو قسم الوفاء والولاء والانتماء للوطن والقيادة والأمة والإسلام، فيوم تخريج الكلية العسكرية الملكية هو صورة زاهية للوطن الاردني ولوحة يطرزها التلاميذ بزيهم المهيوب ، ويوشحون الأرض بوق أقدام الرجولة ، وتختلط مع ايعازات قاد المراسم الزغاريد والهتافات ، والكل مشدود إلى المشهد البانورامي الذي يعكس الدقة في الضبط والربط العسكري وأيضا إتقان التدريب العسكري .
من الكلية العسكرية نستطيع ان نوجه أكثر من رسالة إلى كل أبناء الوطن ،
رسالة الاعتزاز بالجيش العربي الاردني ، ورسالة الثقة بقدرات وتمكن هذا الجيش ، ورسالة ان الضابط الاردني يقدم على العمل مسلحا بالمعرفة وقيم الانتماء والولاء ، ورسالة فيها وحدة الصف الاردني ومتانة الجبهة الداخلية .
فمن الكلية العسكرية الاردنية جوهرة الصحراء والتاج والسيف لنا رسالة القسم ورسالة من النشيد الذي معه نقسم يمين الوفاء لجيشنا ولوطننا ولقيادتنا . ِ