عامل الوطن ،،، ما بين ثقافة العيب والعوز والحاجة ؟!
د. بلال السكارنه العبادي
19-11-2014 01:21 AM
ينتشر كل يوم مئات العاملين في امانة عمان الكبرى والبلديات المتناثرة في مساحات شاسعة من الوطن للمحافظة على سلامة البيئة وتنظيف كافة الاماكن والازقة والحواري والشوارع ، بحثاً عن لقمة العيش التي اصبح المواطن الاردني يلهث في الصباح والمساء وراءها من اجل العيش الكريم وللحفاظ على كرامة ابناءه واهله من هول وفزع الفقر ومشاكله ومآسيه.
وما يثير الاستغراب في التصريحات الاخيرة لامانة عمان الكبرى ان هنالك ما يقارب عشرة الاف طلب لشغل وظيفة عامل وطن ، ولاهمية هذا التساؤل فقد طرحته على صفحتي على الفيس بوك وهل الاقبال على هذه الوظيفة جاء لابتعاد الشباب الاردني عن ثقافة العيب للعمل في هذه المهنة ام لحاجة العوز والفقر الذي اشتد على الناس في السنوات الاخيرة.
وكانت الاجابات والطروحات متعددة فمنها ما افاد بان التعديلات الاخيرة على رواتب عمال الوطن بحيث اصبح راتبه ما يقارب 400 دينار بالاضافة الى حصوله على الاكراميات وتجميع الخرده وغيرها ، تدفع نحو تحسين دخله اليومي وافضل من الوضع السابق، فيما يرى اخرون ان تردي وضع الاقتصادي وزيادة اعداد العاطلين عن العمل بالاضافة الى تفشي البطالة داخل الاسرة الواحدة ساهم في تعقيد ظروف الحياة اليومية وعدم قدرة الاباء على الوفاء بحاجات الابناء مما ساهم في تفكيك بعض الاسر وزيادة التشاجر والتشاحن ما بينهم ، والذي دفع ببعض الابناء لايجاد اي بديل للعمل افضل من الجلوس بالمنازل والتسول من الاباء وانتظار العطايا منهم.
وبالرغم من اي طبيعة وظيفة عامل الوطن اصبحت لا تشكل عيباً عند الكثير من المواطنين وذلك لصعوبة ظروف الحياة وخوفاً من الوقوع تحت وطأة العوز والحاجة او التشرذم والانحراف وارتكاب الجرائم فاصبح الشباب يلجأ الى اي وظيفة شريفة كعامل الوطن وغيرها من اجل سد حاجاته الضرورية والاساسية ودون ان يصبح عالة على اسرته واهله.
والسؤال الذي ما زال مطروحاً ويحتاج الى اجابة من المختصين والباحثين ( هل الفقر والبطالة غيرت من اتجاهات وسلوك المواطن الاردني في خيارات العمل ) ام ان لقمة العيش الشريفة هي الهاجس لدى المواطن بغض النظر عن طبيعة العمل.