تيسير السبول الاديب القتيل ..في احزان صحراوية و انت منذ اليوم ، لخص بتجربة أدبية حارجة وبليغة و ناقدة وحادقة و أستعلائية حال الشخصية الاردنية المازؤمة ، بين تئه الصحراء و لعنة المدينة .. الاردني بقى كما هو وطنه على الخريطة منتصبا على حد سيف الجغرافيا ، فلا هم بدو ولارعاة و لاحضريين هضمتهم المدن .
...
بعد مرور أكثر من 4 عقود على رحيل تيسير السبول فمازال رمزا للمثقف الاشكالي الذي لم يهادن ، على أمتداد حياة تميزت بالقطيعة و التمرد ، واجه مفاسد السلطة بقسوة و عناد ، رفض المهادنة ، قاوم أعتى اشكال قوى الرجعية والقمع و الاستلاب و المحافظة في السياسة و الفكر .
...
تيسير السبول أسس لمزاج ادبي أردني تقاطع عنده العام بالخاص ، كتب عن الوطن الرازح تحت وطأة الاستعمار و فظاعة المؤامرة و فساد السلطة ، و حيث لا رحمة للتاريخ على الضعفاء و العملاء ، أنت منذ اليوم الرواية التي جمعت بنى سردية وأنواع أدبية صارت العمل المؤسس للرواية الاردنية الحديثة ،رغم أن غالب هلسا سبقه في كتابة اكثر من رواية .
...
في ذكرى رحيل تيسر السبول ، فانه يبقى رسول ملهم للعصيان الاردني ، أيقونة يستنجد بها كل مقاوم و مناضل وطني أردني ، وكل متمرد على الظلم و الفساد و الطغيان .. مثقف عضوي ، سيرته تبقى لنا تختصر حكاية اشكالية ليست لأديب "شاعر و روائي " أنما وطن حائر وتائه .