فورة غضب مكاتب الحج والعمرة، جراء البصمة الحيوية، التي يشترطها السعوديون، يصح وصفها، بغضبة سيئة ولن تغير من الواقع شيئا.
المكاتب قررت ان تعاقب عشرات الاف الاردنيين، من العمرة؛ لانها تريد اجراءات جديدة، والسعوديون يقولون: إن البصمة الحيوية قرار سيادي لارجعة عنه.
لاتعرف كيف يمكن لاصحاب المكاتب مواصلة الاضرار بعشرات الاف المعتمرين، لانهم يريدون تغيير فنيات قرار سيادي؟!.
على العكس من ذلك، ربما تصير القصة عنادا في عناد، فتشتد الشروط، لاحقا، من باب التأثر لهذه الحملة، خصوصا، ان دولا مثل: السعودية، لاتحتمل مثل هذا الضجيج، ايا كانت اسبابه المعلنة.
كان ممكنا هنا ادارة الامر بطريقة اخرى، وعبر وسائل اقل غضبا، بدلا من التشهير والحملات والمظاهرات، فوق رفع اليافطات امام شركة يعتمدها السعوديون، في عمان، واذا كانت هناك اضرار جراء تأخر التأشيرات، او بعض العراقيل، فحلها لايكون ابدا بهذه الزوبعة، خصوصا، ان تحسس السعوديين من هذه الطريقة، لن يؤدي الى حل جذري كما يظن اصحاب المكاتب.
البصمة الحيوية تأخذها سفارات اخرى مثل: «الاميركية» في عمان، ويتم اخذها مرة ثانية من ذات الشخص في المطارات الاميركية، للتأكد من التطابق، واعتماد شركة لاتمام اجراءات التأشيرة امر تعتمده دول غربية، مثل: السفارة البريطانية في عمان، التي توكل جهة معينة بهذه المهمة. نحن مع بعض مطالب اصحاب المكاتب، من حيث تخفيف ماهو ممكن من الاجراءات، وتسريع اصدار التأشيرات، وعدم تأخير المعتمرين، واي اجراء يبقى ممكنا المطالبة به، مالم يصطدم مع امرين، اولهما- اشتراطات السعودية غير القابلة للمساومة كونها قرارات سيادية.
ثانيهما- عدم توظيف لحم المعتمرين في هكذا قصة بين الطرفين، وتذكر مابين الاردن والسعودية من علاقات لاتسمح بهذه الزوبعة.
هذا انحياز لعشرات الاف المعتمرين اولا، وانحياز ايضا لمصلحة اصحاب المكاتب، الذين لايدركون -ربما- ان المناددة بهذه الطريقة ستؤدي الى نتائج سلبية وليس الى تراجع السعوديين، وانحياز لما بين البلدين من علاقات لاتسمح اساسا بهذه الطبول فوق رأس العلاقات، تحت مسميات مختلفة.
لعلنا نقترح تدخل طرف ثالث لحل هذه العقدة، وان تفك المكاتب اضرابها، رحمة بالراغبين بالعمرة...
الاردن -مثلا- لن يغير قرارته الداخلية للحصول على تأشيرة، حتى لو تظاهر نصف مليون شخص في الخارج يطالبون امام احدى سفاراته، بتغيير شروط الدخول.
فورة غضب غيرراشدة...هذه هي الخلاصة.
"الدستور"