أبا رمزي:
رحل الجسد وما زالت الروح ترفرف على مرتفعات السلط، غبت عن الأعين وما زالت معان تزهو على الدنيا لأنك فتاها وسليل بدوها النشامى.

سلام عليك أبا رمزي يوم كنت فينا (رَجُلاً قامَتْ تُعانِقُهُ الأُسْدُ).

سلام عليك جنديا (شَمائِلَهُ من غَيرِ وَعْدٍ بها وَعْدُ).

سلام على روحك أبا رمزي (فإنّكَ ماءُ الوَرْدِ إن ذهبَ الوَردُ).

سلام على قبر حواك ليصير من (طِباعِ التُّربَةِ المِسكُ وَالنَّدُّ).

ما زلنا نراك تقود اللواء 40 تحف بك (رِجالٌ كأنّ المَوْتَ في فَمِها شَهْدُ).

ما زلنا نراك يوم الكرامة قائدا للفرقة الأولى تحلف على اسم الله أن لا يمروا، تقابلهم (بضرْبٍ كأنّ النّارَ من حرّهِ بَرْدُ).

سلم لنا على الحسين يا أبا رمزي، قل له: ما زالت القدس تحكي بطولات باب الواد واللطرون والشيخ جراح، وتبكي على الذكرى كأن جفونها (لعينيْ كلِّ باكيةٍ خَدُّ).

سلم لنا على وصفي الذي كانت تأمَنُهُ الأعداء من غير ذِلّةٍ (ولكن على قَدْرِ الذي يُذنبُ الحِقدُ).

وسلم لنا على حابس وهزاع وقل لهم ما زال الجيش العربي شرق النهر يده على الزناد تنتظر ساعة الثأر بجنودٍ (ثِقالٍ إذا لاقَوْا، خِفافٍ إذا دُعُوا، كَثيرٍ إذا اشتَدّوا، قَليلٍ إذا عُدّوا).

وسلم لنا على عودة وقاسم وعلاوي وفيصل وهارون وعلى مشايخَ (كأنّهُمُ من طولِ ما التَثَموا مُرْدُ).

سلم لنا على صدام، قل له ما زال العراق يذود بالدم عن أمة أسلمت بوابتها الشرقية للصليبيين وأذنابهم من الفرس واليهود، وقل له (ومن نَكَدِ الدّنيا على الحُرّ أن يَرى عَدوّاً لهُ ما من صَداقَتهِ بُدُّ).

سلم لنا على عرفات وقل له باعوا الكوفية والبندقية بغصن زيتون أصفر، واستسلموا لخديعة (كَثُرَتْ فيها الذّرائعُ والقَصْدُ).

نبكيك أبا رمزي ونذمُّ (إلى هذا الزمان أُهَيْلَهُ (...)

لروحك في عليين السلام أبا رمزي