facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




غير أنا مش (شيخ) !!


صالح عبدالكريم عربيات
17-11-2014 01:59 AM

حين تذهب لحضور مناسبة اجتماعية تتفاجأ انك الوحيد في هذا البلد، وربما معك 17 مواطنا فقط مش شيوخ..
كنّا قد اجتمعنا قبل فترة في جاهة لطلب يد (عروس) لأحد الاصدقاء، وكان يقف الى يميني عشرة أشخاص والى شمالي عشرة مثلهم، ومن خلفي عشرة ومن أمامي عشرة، وحين دخل كبير الجاهة بدأ مَن حولي ينادون بعضهم: تفضل شيخ، لا والله غير انت ياشيخ، ما بتعدى عليك يا شيخ، المهم دخل الشيوخ جميعهم وما ظل غير أنا في الشارع.. فدخلت من دون أن يقول لي أي أحد حتى تفضل يا (زفت)!!

ذهبنا في زيارة لاحد المرضى واثناء جلوسنا كان الجميع يمسون على بعضهم، يمسيك بالخير يا شيخ، شلونك شيخ، وين علومك يا شيخ، وبما أن القعدة كلها (شيوخ)، اضررت كوني الوحيد الْـ مش شيخ أن أنهض من مكاني لأصب لهم جميعا قهوة والمصيبة انهم جميعا قالوا لي: (ثني) يا ولد !!

نظرا لطبيعة عملي فانني أذهب عادة للمشاركة في الندوات الحوارية، وأمنية حياتي حتى اليوم أن يصلني الدور لأبدي رايي او ان اسأل المحاضر؟! ولأن من يدير الندوة عادة ما يبدأ بالشيوخ، سؤالك شيخ، رأيك شيخ ، تفضل شيخ ، وحين ينتهي من الشيوخ ينتهي وقت المحاضرة فلا يسمح لنا بابداء الرأي او حتى السؤال.

حين تتم دعوتك الى وليمة، وتتهيأ لافتراس المنسف، تنصدم ـ حين تحضر ـ بان تصنيفك ما زال (طورة ثالثة) من كثرة (الشيوخ) فلا ينالك من حضور الوليمة الا (مخ) الرأس، نظرا لأن الشيوخ هم من لهم اللحم والهبر ونحن من لنا المخ والصبر!!

حسب معلوماتي أن الشيخ ينسج عباءته بخيوط الحكمة، والكرم، والصبر، والشجاعة، ومواقف الرجال الرجال، والرأي السديد، وناره التي لا تنطفئ ، وقهوته التي لا تبرد، وباب منزله الذي لا يغلق، وفك النشب، وحماية الدخيل، والفزعة، والنخوة، والكلمة التي لا يثنّيها، والعدل، والمشورة، والتسامح، وكظم الغيظ، والعفو عن الناس..

لذلك وفي وقت من الاوقات كانت تلبية الحصول على جائزة نوبل أسهل بكثير من تلبية متطلبات الحصول على لقب شيخ في الاردن..

كيف أصبحت (شيخا) ؟!! وانت خيال (الكيا) ولم تركب (حمارا) في حياتك، كيف أصبحت (شيخا) ؟! وكرمك لم يتعد حتى اليوم (طير دجاج) ؟!! كيف أصبحت شيخا ؟! ولم تستطع أن توّفق بين أبنائك ؟! كيف أصبحت (شيخا) ؟!

والوصول الى (طورا بورا) أسهل من الوصول الى منزلك ؟! ، كيف أصبحت (شيخا) ؟!! وحين نريد فزعتك هاتفك دائما لا يمكن الاتصال به، وحين نريد شجاعتك، دايما (مرشح)، وحين نريد مشورتك، تعطينا حلا يصلح لاهل الصين والهند ولا يصلح أبدا لأهل الاردن..

لست قلقا على بلدي من تدفق اللاجئين، مثلما أنا قلق عليه من تدفق هذا المرض النفساني الذي بات ينخر بنية المجتمع الاردني..

اخجلوا على أنفسكم، واتركوا الحكمة لاهل الحكمة.. والشيخة لاهل الشيخة، والفزعة لاهل الفزعة، فالوطن مازال يعاني من أردى فعايل (الفاسدين) ولا ينقصه أردى فعايل (المنافقين) !!
(العرب اليوم)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :