المعلم .. ذكرى «خالدة» في الحياة
نايف المحيسن
17-11-2014 01:53 AM
الكائن الحي يمثل دورة الحياة، وهو سيدها، ومن يقودها ويحركها، وغير منصف من يمر مرور الكرام عندما يسمع كلمة معلم، وغير مدرك لاهمية وفعل المعلم ودوره في الحياة.
كلنا لولا المعلم ما كنا ولما صرنا كما نحن، فالمعلم هو اصل الاشياء المفيدة في الحياة، هو حامل العلم، وناقل المعرفة، ومعلم المعلومة، لولاه ما كان الطبيب، ولا كان المهندس، ولا الوزير ولا الصحفي ولا المعلم ولا المدير.
يخرج الاجيال ويقدم للوطن الرجال ونرفع رأس الوطن بما ننتج من اجيال وما نقدم للعالم من خبرات ومعارف اساسها المعلم الذي علمنا اولا وربانا ثانيا ولولا المعلم ما كان لنا شعار نقوله ونفاخر به «الانسان اغلى ما نملك».
نعم نحن لدينا انسان اغلى ما نملك وهو ثروة وطن ومن قدم لنا هذا الانسان بصورة جميلة بعد صورة الخالق هو المعلم الانسان صاحب الخلق الرفيع وقدوة الاجيال، كم واحدا منا يفاخر بمعلمه ويحني ظهره عندما يلتقيه، وكم من وزير او طبيب اوعالم يخشع عندما يكون بحضرة معلمه الذي يعتبره صاحب الفضل فيما وصل اليه من علم ودرجات جعلته في اعلى الاعالي وكان الفضل فيها لاستاذ قدم له العلم ليصبح في المعالي وفي الاعالي.
هذه الصورة هي صورة المعلم الحقيقي الذي يدرك ويعرف مكانه وماهية دوره في الحياة ويعرف انه يقدم للحياة ما لم تقدمه له الحياة فهو انسان يضحي وهو كما قيل عنه: شمعة تحترق لتنير الحياة، نعم، هذا هو المعلم هو الاب والوالد وهو الام الحنون هو كل شيء لحياة اجيال وهو الامل لهذه الاجيال .
«من علمني حرفا كنت له عبدا» لا يطلب العبودية حر ولكن يطلبها الحر فقط لاجل العلم وليس عيبا ان اتذلل لمن يعلمني فأنا في هذه الحالة تكون عبوديتي لاجلي وليست لاجل سيدي، فسيدي المعلم يعلمني ولا يستعبدني لذلك كان القول مجازا ولم يكن حقيقة لو كانت العبودية لمصلحة الانسان لسعى اليها كل انسان رغم ان العبودية لا يمكن ان تكون لمصلحة الانسان الا في حالات لا يقصد فيها المعنى الحقيقي للعبودية.
لا اتحدث هنا عن كل المعلمين ولكني حقيقة اجل واحترم كل المعلمين الحقيقيين الذين يعرفون انهم معلمون حقيقيون ويدركون ان على كاهلهم تقع مسؤولية تخريج اجيال المستقبل ويعرفون انهم هم مستقبل الوطن ولولاهم ما كانت لنا افضل الاجيال وما كان لنا افضل خريجي العلم والمعرفة.. نعم، هؤلاء المعلمون هم مستقبل الوطن ما اروعهم وهم يفاخرون بالاجيال وباسماء طلبة كانوا هم اساتذتهم .
اوجه رسالتي لمعلمين حقيقيين ولكنهم للاسف غير فاعلين ولا يدركون اهميتهم وليس لديهم الاستعداد ليكونوا ذكرى خالدة لمهنتهم ولطلبتهم ولتاريخهم فمن لا يقدم للأجيال هو عبارة عن معرقل ومسيىء لمهنة من اشرف المهن فالمعلم الذي لا يقدم ولا يبالي لمهنته يسيىء لشرف مهنته والافضل له ان يغادرها بدل ان يدنسها.
(الدستور)