بين "ريحانا وشوليح" .. ضعت أنا
عناد السالم
16-11-2014 12:58 PM
لا يختلف اثنان على أن النظام الإيراني، ومنذ قيام (ثورة آية الله الخميني) في العام 1979 يمارس فنون الاضطهاد والإقصاء لكل أبناء المذهب السني القاطنين في بلاد فارس.. تلك الفنون التي وصلت إلى أن يتبع (نظام قم) سياسة (التصفية الممنهجة) بحق كل من لا يؤمن بفكر (ولاية الفقيه).. آخر (التصفيات الجسدية)، كانت قصة الفتاة السنية (ريحانا جباري) قبل أيام، والتي أُعدمت بعد إدانتها بقتل رجل استخبارات إيراني قام باغتصابها..!
أقول كما أقول دائما..
سحقاً لك إيران، ولمن يحكم بلاد فارس هذه الأيام .. سحقاً للمرشد (علي خميني) ، فأنا لا أحبك ولن أحبك ذات يوم.. ابعث بكل رجالاتك من (حرسك الثوري)، ولكل أذنابك من عناصر (حزب الله) المتواجدين في المنطقة كي يغتالوني، فأنا مستعد للموت يا صديقي.. مستعد بكل قواي، وسأفرح أن جاء عملاء جهازك السري إلى بيتي لتصفيتي (وإن أردت سوف أعطيك العنوان .. ما عليك سوى أن ترسل لي رسالة إلكترونية).. فـ لربما (بعد تصفيتي وتصفية غيري) قامت (قادسية) أخرى ضدكم أيها الأوغاد..
لماذا قتلتم (ريحانا) بلا رحمة، لماذا قتلتموها يا أصحاب القلوب السمينة الفاجرة.. أتعلمون أن الله قائم على عباده، وأنه ضد أفعالكم يا سادة (قم) .. سيضربكم الله لا محال ..حتما سيضربكم ..
أكتب هذه الكلمات وأنا أقرا وصية (ريحانا) الأخيرة التي سجلتها لوالدتها قبل تنفيذ حكم الاعدام بحقها ..
تقول في وصيتها:
"عزيزتي شوليح (شوليح - امها)، علمت اليوم أنه قد جاء دوري لمواجهة القصاص.. أنا متألمة أنك لم تعلميني بنفسك أنني وصلت إلى الصفحة الأخيرة من كتاب حياتي، ألا تظنين أنه كان يجب أن أعرف؟ .. تعرفين كم أنا خجولة من حزنك.. لماذا لم تعطيني الفرصة لتقبيل يدكِ ويد أبي؟.. عزيزتي شوليح، لا تبكي على ما تسمعينه الآن.. في اليوم الأول الذي عمد فيه وكيل الشرطة إلى إيذائي من أجل أظافري، فهمت أن الجمال ليس أمراً مرغوباً في هذا العصر، لا جمال المنظر، ولا الأفكار والرغبات، أو الكتابة، أو حتى جمال العيون والرؤية، ولا حتى الصوت"..
تتابع ريحانا ..
"في العالم الآخر، أنا وأنت من سيوجّه التهم، وغيرنا هم المتهمون.. دعينا نرى ما يريده الله. أحبك.. تعرفين جيداً أن الموت ليس نهاية الحياة.. أمي، أريد شيئاً منك قبل موتي، أنا لا أريد أن أتعفن تحت التراب، لا أريد لعينيّ أو قلبي الشاب أن يتحول إلى غبار.. أتوسل إليك أن يتم أخذ قلبي والكلى والعيون وأي شيء يمكن زرعه بعيداً عن جسدي، ما أن يتم شنقي، ويعطى لشخص يحتاج إليه كهدية.. لا أريد أن يعرف المتلقي اسمي، أو يشتري لي باقة ورد، أو حتى يقوم بالدعاء لي.. أنا أقول لك من أعماق قلبي إنني لا أريد أن يكون لي قبر لتأتي إليه وتحزني وتعاني.. أنا لا أريدك أن تقومي بارتداء الملابس السوداء، وابذلي قصارى جهدك لنسيان أيامي الصعبة، وامنحيني للريح لتأخذني بعيداً.."
لا أستطيع ان أصف مشاعري المختلطة بين (سخطي على أفعال هؤلاء أصحاب الهلال الشيعي، وحزني على ما يجري لإخوان لنا في أرض فارس، ينكل بهم كل يوم بسبب مذهبهم)..
لكنني أقول كما سيد البشر محمد عليه السلام (بأبي هو وأمي) حين خرج من الطائف:
(أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو
ملكته أمري.. ؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي)..
تبقى فكرة الحديث..
قالوا ان "التراجيديا الكبرى ليست الاضطهاد والعنف الذي يرتكبه الأشرار، بل صمت الأخيار على ذلك".