كلنا الأردن .. وداعش خارج السياق!
د.عبدالله القضاة
16-11-2014 01:11 AM
بداية هل الاردن مهددة من " داعش "؟! ، اعتقد ان الاردن ليس هدف لداعش على المدى القريب والمتوسط وذلك للأسباب التالية :
1- أن داعش تدرك تماما ان الاردن ليس من السهل الاقتراب منه ومن الصعب تماما اختراق جيشه واجهزته الامنية.
2- أن داعش لاترغب بالتواجد في الاردن لأن ذلك سيشكل احراجا لها من مجاورة اسرائيل وبالتالي عدم الرغبة في دخول حرب معها لأن الله لم يأمرهم بذلك على حد تعبيرهم !!!
3- ان هناك اكثر من 2000 عنصر داعشي يحملون الجنسية الاردنية ومن الصعب ان يزج بهم لمقاتلة اهلهم وذويهم.
ولكن على المدى الطويل ربما تتغير المعادلة وخاصة اذا نجح التنظيم في اسقاط النظام السوري ؛ وهذا يتوقف على مجريات الاحداث في الداخل السوري ونجاعة التدخل الخارجي او مصداقيته ، فمن المتوقع ان تتحالف قوات النصرة المتمركزة جنوب سوريا مع داعش المسيطره على الشمال السوري ؛ إضافة الى احتمالية إنخراط عناصر الجيش الحر مع هاتين الحركتين وذلك بسبب توقف الدعم العربي لافراد هذا الجيش من جهة واستحالة قبول النظام بعودتهم الى صفوفه من جهة اخرى.
من الحدود الشرقية للمملكة لايوجد اي تخوف لاختراق قوات الدولة الاسلامية "داعش" للدفاعات الاردنية ذلك ان الاعتبارات الجيوستراتيجية لصالح الاردن ؛ نظرا لاتساع المنطقة وسهولة تنفيذ العمليات الحربية لسلاح الجوالملكي الاردني لاي اختراقات محتملة، فيما تشكل الحدود الشمالية النقطة الأضعف التي يمكن اختراقها بقوات برية من عناصر النصرة في حال تحالفها مع داعش ؛ ولكن هذا الأمر قد يكون صعبا قبل نجاح هذه القوى في اسقاط النظام السوري إن تمكنت من ذلك.
إذن الخطر على المملكة من "داعش" قد يكون على المدى البعيد وخاصة في ظل وجود مؤيدين لداعش من اتباع السلفية الجهادية ممن حضيوا بدعم بعض وزراء الاوقاف السابقين لمحاولة ارضاء بعض الدول الشقيقة.
وفي كل الأحوال فلابد للدولة الاردنية ان تتبنى وتنفذ أستراتيجية وطنية للوقاية من خطر "داعش " المفترض- على الرغم من أنها خارج السياق - ، ولعل من أهم محاور هذه الإستراتيجية المقترحة:
- تعزيز عملية التواصل بين القيادة ممثلة بجلالة الملك والحكومة والاجهزة الرسمية مع القواعد الشعبية في كافة محافظات المملكة وبواديها ومخيماتها ؛ وهذا يتطلب جولات ملكية ولقاءات مباشرة مع المواطنيين وممثليهم وبشكل مستمر.
- إقامة مجالس للمحافظات تضم بعضويتها كافة ممثلي المجتمعات المحلية والاجهزة الرسمية فيها لتشاور المستمر ووضع التصورات لكافة السيناريوهات المحتملة.
- تشكيل لجنة ملكية للتوجيه الوطني لرسم سياسة الاعلام والخطاب الديني وتوجيه طلبة الجامعات والمدارس نحو الفكر المعتدل والوسطيه والابتعاد عن الحركات والافكار المشبوهة ؛ وضرورة التواصل مع اجهزة الدولة في الحالات التي تستدعي ذلك.
- تحصين المجتمع بالعلم الشرعي الصحيح بإفساح المجال امام العلماء لبيان الحق ﻷن اقصاء العلماء عن مواقع التأثير فسح المجال للخرافة والكذب والمفسدون في ااﻷرض سواء كان بقصد او بالتغريربهم.
- الضغط على الولايات المتحدة ودول الخليج العربي وبشكل خاص "السعودية والامارات" لتمويل جيش شعبي اردني ينشأ لهذه الغاية لتعمل الدولة من خلاله على استقطاب الشباب العاطل عن العمل حتى لاينجرفوا وراء اغراءات داعش المالية ولحماية حدود المملكة من اي اختراق محتمل.
- تفعيل مؤسسة العشيرة لتكون رديفا لأجهزة الدولة في الداخل ، وهذا يستدعي ضرورة الهيكلة السريعة لمستشارية العشائر بالشكل الذي يفعلها لهذا الدور الحيوي .
- بناء مجالس شراكة لمؤسسات المجتمع المحلي في كل محافظة وبتمثيل للقوات المسلحة والاجهزة الامنية ؛ وبناء قواعد بيانات شاملة تسرع عملية التواصل والتشاركية في كافة الاوقات وبشكل مستدام.
- نشر قوات "مدنية " غير مرئية في المناطق التي تشكل بيئة خصبة للفكر السلفي الجهادي والتي تناصر داعش تصريحا وتلميحا، او المناطق المفترضة للخلايا النائمة؛ لمحاولة اختراقها وبالتالي الوقاية من اي تمرد محتمل.
- توجيه اجهزة الدولة ومؤسساتها بالابتعاد عن ظلم الافراد واقصائهم والسعي الجدي في محاربة الفساد لقطع الطريق امام البعض من الانخراط في صفوف داعش ليس حبا بداعش وانما هروبا من واقع مؤلم !!!.
*محلل استراتيجي اردني