لأن موقفنا من القدس ليس موقفاً كلامياً عدمياً.
لأن علاقتنا بالقدس كانت منذ البداية علاقة اسراء تربط مكة بالقدس، وعلاقة التزام قومي دفع بها شهيد العرب الحيّ الحسين بن علي حياته ومُلكه، ودفع عبدالله ابن الحسين دمه على عتبات المسجد الأقصى، وعمّر باسمها الحسين بن طلال قباب المسجد وأركانه وقبة صخرته.
ولأن عبدالله بن الحسين يفهم السياسة، والقدس، وحكمه الوطني، مهماً له وزنه وثقله سواء عبر النهر، وفي جيرة الشقاء السورية - العراقية فإن غضبته انتجت.. وجاء كفيل معاهدة السلام، وجاء بنيامين نتنياهو إلى عمان ليؤكد الرعاية الهاشمية لمقدسات القدس.. وإلا.
لا شيء في قاموس عبدالله الثاني غير العمل وبناء القيمة الحقيقية لهذا البلد، الذي بقي كنقطة الزيت على سطح البحر الهائج طافية دائماً، متماسكة دائماً، فالكلام العربي كثير، ويثبت كل يوم انه كان في الهواء، وان خسارتنا لروح الامة وقيمها، وتاريخها هو الذي اضاع فلسطين.. ويكاد يطيح بسوريا والعراق.. والكل.
لا قيمة لسياسات الكلام، والصراخ والتظاهر، ويعيش يعيش، ويسقط يسقط. فقد مارسنا كل ذلك طيلة القرن الماضي، دون أن نكون حتى في مستوى الحفاظ على سايكس - بيكو، ووعد بلفور الذي كان مؤامرة فأصبح مطلباً «قومياً»، وصار اسمه المقاومة والممانعة، وقافلة التحرّر العربي، والعمل الثوري.. وكل شعارات الضحك على أنفسنا.
ستبقى مقدسات القدس لكل المؤمنين بالله وبأنفسهم، وستبقى في ذمة عبدالله وابنائه من بعده، وستبقى فلسطين إرثاً قومياً ينتظر فجر الحرية والكرامة..
لقائد الوطن كل الولاء والإجلال.. فقد اثبت انه الرائد الذي لا يكذب أهله.
(الرأي)