دون معرفة او تحديد أسباب مقنعة، يشكل الرقم 13 لدى لاعبي كرة القدم حالة من التشاؤم، حتى ان الكثير يبتعد عن ارتداء ذلك الرقم تحت ذريعة الخوف من الحظ السيء!.
على مستوى العالم فند الهداف الألماني جيرد مولر تلك المقولة بعدما صنع الحدث مع المنتخب الألماني في مونديال 1974، لكن ورغم ارقامه التهديفية لم ينجح بتبديد المخاوف والقلق، فالخوف لدى اللاعبين من ذلك الرقم تصاعد حتى أن نقاد اللعبة دخلوا خط النقاش والاعتقاد بمدى الشؤم الذي يجلبه الرقم للاعب الذي يحمله!.
في الأردن تبدو الصورة مختلفة، فالرقم 13 بات يعد بمثابة أيقونة الحظ ومصدر المتعة والسعادة لجماهير اللعبة في ظل ما قدمه النجم رأفت علي خلال مسيرة -مرصعة بالانجاز- امتدت لنحو عقدين، ليخطف ذلك الرقم الأضواء فالعيون تترقب ابداعاته واهدافه ومردوده.
بيكاسو، كما يحلو لجماهير الوحدات تسمية -الداهية- رأفت، شكل لوحة ابداعية من التميز والجمال في ظل عطاء تصاعد حتى بلغ أعلى قمم النجومية ليصنف كأحد أبرز النجوم الذين أنجبتهم الكرة الأردنية أن لم يكن الأبرز على الاطلاق في ظل قناعات عديد الجماهير والنقاد.
هو الرقم الذي تغنت به الجماهير وما تزال، وهو الرقم الذي بات بمثابة الحلم لكل أبناء الجيل الحالي لفريق الوحدات حيث يكتب -بيكاسو- مساء السبت السطر الأخير في مسيرته كلاعب من خلال مهرجان اعتزالي ينتظر أن يشهد حضوراً جماهيرياً يليق بقيمة وحجم ما قدمه.
يودع رأفت علي الملاعب، لكنه بالطبع لن يغادر الذاكرة وسيبقى سحر الرقم 13 في الأذهان وفي سجلات التميز والألق، ما يدفع نحو التفكير بامكانية سحب الرقم من كشوفات فريق الوحدات تكريماً لمسيرة الساحر -بيكاسو-، وهذا أقل ما يمكن تقديمه لنجم أعطى وأخلص وأبدع وأمتع.
(الرأي)