الرئيس والمليونية .. بالون ام انذار؟
د. عدنان سعد الزعبي
13-11-2014 04:06 PM
من الواضح ان قناعة رئيس الحكومة بان عمر حكومته ما زال فيه متسع من الوقت وان مؤشرات بقاء الحكومة على الاقل الشهرين القادمين وهما شهرا الموازنة دفع بالرئيس الذكي ان يعيد ترميم العلاقة مع النواب بفرش الارضية التي تمكنه من إطالة عمر الحكومة على الاقل لنهاية هذا العام وبالتالي امرار الموازنة وبعض القوانين بكل يسر وسهولة بعيدا عن التعقيدات والانتقادات. لهذا وجدنا الرئيس ينتصر للنواب في دفاعه عنهم في المؤتمر الصحفي الاخير معتبرا الاساءة للنواب اساءة للوطن وهذا ضرب من الشجاعة في جعل النواب بمصاف الوطن.
الرئيس الذي أراد ترميم حالة التوتر التي شهدها المجلس بعد ان رد الملك قانون التقاعد المدني انطلق من قناعته بقبول الناس لبعض ما فعل ابتداءً من استجابته لنداء الاحزاب والنقابات والاوساط السياسية والصالونات بمجملها وتبنيه شخصيا عملية استدعاء السفير الاردني في قضية القدس رغم ان ذلك من عمل اخونا العزيز ناصر جودة ,فتصريحات وزير اعلامنا القوية والمتابعة والمتكررة شكلت حالة اعلامية مقبولة لدى الاردنيين وبنفس الوقت موقفا سياسيا لا بد وان يلعبه الاردن في مثل هذه الحالة الخاصة بالقدس. اضافة لما قام به الرئيس النسور بتخفيضه اسعار مشتقات النفط والتي اكدت شفافية الحكومة تجاه ملف الطاقة فالجميع مدرك ان الرئيس النسور هو صاحب القرار في الملفات الوطنية جميعها وان الوزراء هم مستشارون يقدمون النصح والمعلومة.
انا مقتنع تماما ان ضحكة دولة ابو زهير الان تملأ شدقيه وان قلبه مطمئن حيث اعاد مسك الخيوط بين يديه ولهذا اراد ان يوسع هذه الطمانينة بكسب مجلس النواب خاص وانه مضطر للتعامل مع ادارة المجلس الحالية التي نالت ثلثي اصوات النوب من المرحلة الاولى فهذا الاجماع لا بد لرئيس الحكومة ان ياخذه في حساباته بغض النظر عن الطريقة والوسائل التي مورست والتي يتحدث عنها النواب اينما جلسوا وحيثما حلوا , فالنتيجة امر واقع لا بد من التعامل معها بكل جديه. ولهذا بادر رئيس الحكومة بانهاء حالة التوتر الخاصة بمنطقة العقبة الاقتصادية , ففي كفة (اقال ) الدكتور محادين استجابة واسترضاء للنواب. الا ان الرئيس وبالكفة الثانية لم يستهن (بمحادين) المسنود بظهر عريض ووجه اعرض فتم تنسيبه للاعيان ليكون ذلك تعبيرا عن التكريم وعدم التخلي عنه.
الرئيس الان سيكون احرص على ان لا تنجح الدعوة المليونية لاقالة النواب رغم انه سيبدى احترامه لحرية الرأي ورأي المواطنين لان نجاح هذه المبادرة يعني بالطبع نهاية الحكومة وبنفس الوقت تعزيز مفهوم المليونيات التي ستشكل مستقبلا سيفا مسلطا على رقاب رؤساء الحكومات او البرلمانات او...الخ , خاصة وان الرئيس الان يدرك لماذا جاءت المليونية وما المقصود بها ومن ورائها , فتشكيل المليونية لن تكون ضربة للنواب فقط بل اشارة لانهاء الحكومة التي يبحث الكثير من اصحاب الصالونات لانهائها بل انهاء شخص الرئيس وعلى مبدأ ميكافلي اي مهما كانت الوسيله لان الغاية هي افشال النسور واخراجه مثل غيره يجر اذيال الخيبة المليونية محاولة ستجد العديد ممن يدكون في (ببورها ) لكننا يجب ان نقف هنا لتفحص اساسا حقيقة هذا التجمع لنتاكد هل ذلك نمط من التعبير الحقيقي عن استياء الناس من النواب ونحن سنكون جميعا معها شريطة الحديث بكل موضوعية , ام محاولة جديدة لابقاء حالة التوتر وعدم الثقة موجودة في مؤسسات الدولة بعد ان نجحت اخطاء الحكومات بتعزيز مفهوم عدم الثقة بالمجالس النيابية المختلفة؟
لا اعرف اذا فهم النواب اوراق الملك النقاشية وابعاد ما طرحه؟ , وهل ادركت الحكومة ان العلاقة ما بين النواب والحكومة يجب ان تتناغم وان تتكامل لان في ذلك رضا للشعب الذي هو اساس بقاء الطرفين. وهل ادرك النواب والحكومة بان اي خلل بالعلاقة يعني التعجيل بسخط الناس وبالتالي الرحيل.
لم يعرف الرئيس بان جهات مختلفة تتداعى لاقالة النواب خاصة بعد التراجع الواضح في دور المجلس في قضايا الوطن والتصرفات غير المنطقية من بعض النواب والتي اظهرت المجلس وكانه منابر استعراض وساحات مصالح وسطحية في الرؤى. لنجد الشاخصون ابصارهم يطوفون ويروجون لمليونية يمكن ان تتم لكنها من المستحيل ان تصل , كون ادراكنا الواقعى يشير الى ان قواعد النواب لم ترشح وتنتخبهؤلاء على اساس حزبي او فكري بمقدار ما كانت العشائرية وافرازات التناقضات التي جاء بها الصوت الواحد. في حين لم نجد فاعلية حقيقة لنواب القوائم داخل المجلس ولهذا فان سلوكيات نوابهم لا تعني لهم غير بقائه في المجلس مجسدا لاسم العيلة او التجمع الذي وجد.
الرئيس مدرك اكثر مما مضا ان اعادة تقوية المجلس يعني بالضرورة قوة للحكومة ويعني ايض فشلا لؤلئك المتربصين , فهناك العديد ممن ينتظر ان تحط رحاله في الدوار الرابع وهو نهج , لا ابتدع , اذا قلت ان الرئيس النسور اكثر من يدركها ويفهمها ويعرف كيف يتعامل معها.
النسور سيستفيد من مشروع المليونية بان يطمئن النواب ويخرجهم من هذا المأزق الذي من الممكن ان يكن بعيد التحقق , لكنه سيدفع باتجاه حماية النواب من هذه الظاهرة الجديدة وبنفس الوقت بناء حلقة تناغم يسمع فيه الكثير من مدح النواب الذي بدات احس به من التصريحات العلنية للعديد من النواب.