بخبرتي المتواضعة في نفوس البشر وجدت أن " العرط " يسري في أجسادنا كما يسري الدم ، فمن محاسن " العرط " انه يجلب الإهتمام والتقدير لنا ويجعلنا محور الكرة الأرضية في كل موضوع ومناسبة إجتماعية كانت ام سياسية ، وكل مناسبة لا بد ان يكون لها وسيلة مثلى " للعرط "، ففي سهرات العرس من افضل الوسائل المتبعة في "العرط " هي ان تخرج سلاحك حينما تقدم للدخول للحفلة وتقوم بإطلاق ما تيسر من ذخيرة ، حينها ستشعر بلذة الاهتمام والنظرات التي ستتجه عليك وستدرك في حينها أن الرسالة قد وصلت للجميع انك إبن عائلة او عشيرة لا تخاف المنية ولحمنا مر وكما قال المغني " يا ويلو اللي عادينا " بغض النظر عمن سيسقط من الرصاص طيرا او بشرا او حجرا أو زجاج سيارة ، وفي " الفاردة " أيضا من الممكن ان تقدم على إغلاق شارع عام بسيارات المشاركين فيها وتترجل منها للقيام " بدبكة " شعبية والرسالة هنا هي إعلان جماهيري عام اننا حينما نفرح فسنجعل من أسامينا سيدة المشهد في كل بيت بالمنطقة وقصة فيها عبرة عنوانها " عرسنا غير " وبغض النظر عن اي سيارة فيها مريض او إمراة حامل بحاجة لولادة ، في الجلسات الاجتماعية التي تشهد حضورا طيبا من الاهل والاقارب والاصحاب فإنها لفرصة طيبة وجميلة أن تكون سيد الجلسة وتتناول صداقتك مع الوزير او المسؤول الفلاني وتنقل اليهم آخر نكتة حلوة رواها لك أو آخر " أكلة " تناولتها بمعيته وماذا يحب وماذا يكره من هذه الاكلات وغيره من افلام وأغنيات المهم انك في نهاية الجلسة ستكون العبرة المستفادة التي تكون قد اوصلتها للحضور هي بإختصار " إنك رجل واصل " ومن الواجب على من حضر ان يدعوني لأي مناسبة او " عزومة " تلوح في الأفق وبشكل سيضمن حجز مكانا لي في صدر المدعويين ...وسائل " العرط " كثيرة لا استطيع تلخيصها بهذه العجالة ولكن من الواجب ذكره أن " العرط " في مجتمعنا تعزز أكثر وانتشر بصورة اكثر من قبل حينما انتشرت وسائل التواصل الإجتماعي وتحديدا " الفيس بوك " فأصبح سهلا وميسرا ومتاحا ان " تعرط " بالصورة والكلمة عن الاعراس والحفلات والعزايم والمناسبات الباذخة فمجرد وجود شخص مسؤول او وجه إجتماعي معروف في صور هذه المناسبات سيزيد الاهتمام والقبول في شخصك الكريم وتجعلك ايضا ذو مكانة ومهابة ...بإختصار قصصنا مع " العرط " عبارة عن أفلام هندية متكررة وعلى سيرة الهند اليوم تناقلت الاخبار عن مواطن هندي أصبح وزيرا للعدالة الإجتماعية والملفت في الخبر ان هذا الهندي كان يعمل بمهنة " سباك " في السعودية والملفت اكثر في قصته أن حياته تغيرت وشخصيته تطورت من موقف حصل معه بشكل شخصي أثناء عمله مع مواطن عربي سعودي يملك عقارات وأبنية حينما طلب منه تنظيف احد أنابيب الصرف الصحي بالعمارة فرفض ذلك الامر الذي دعى هذه المواطن الغني ان يشمر عن ساعديه وينظفها بيديه منها أخذ العبرة وطور ذاته وشخصيته في مجتمعه الا ان اصبح وزيرا ، الامر الذي يجعلني ان اتمنى على كل مواطن وانا منهم ان " نعرط " في موقف نتعلم منه كيف نصنع ونطور ذاتنا بما ينفع الناس في الارض ....وسلامتكو ا ...