هل يعيد وزير التربية ألق مدارس إندثر بريقها؟؟
عريب الخطيب
11-11-2014 01:19 PM
مدارس حكومية تألقت في عقود وسنوات مضت عندما كان للتعليم ألقه وإزدهاره وللإدارة المدرسية سواعد أكاديمية توجت مدارسها بنجاحات أدت الى أن يشار لها بالبنان, وأصبح اسمها علم يرفرف عالياً في الوطن.
تلك السواعد التي عملت بروح الفريق من طلاب وهيئات تعليمية وإدارية وتكاثفت لتعمل بجد ومثابرة وتخطيط فعال للوصول بمدارسها الى أهداف تنطلق منها الى القمة, فأصبحت شامخة بنتائجها ونجاحاتها وأنشطتها التي ترددت على ألسنة المسؤولين والطلبة والأهالي والمتابعين للشأن التربوي فقدمت تلك المدارس العريقة للوطن قصص من النجاحات المهمه والملهمة لتفوق طلبتها الذين صنعوا لوحاتٍ ولوحاتٍ من الإنجازات التي تسير بهم الى طريق مزهر في الحياة والمستقبل.
مدارس تباهت بها وزارة التربية والتعليم لتفوق طلبتها في إمتحان الثانوية العامة لتحقيقهم نتائج مميزة سلطت الاضواء عليها لسنوات عديدة رغم إنها في تلك الفترة الزمنية التي واكبت نجاحاتها وازدهارها لم تكن تتوفر فيها كل الامكانات والتقنييات ووسائل التكنولوجيا المتطورة كما هي في واقعها الحالي هذه الايام.
تلك المدارس التي قادتها إدارات لا تزال اسماؤهم تلمع في أذهاننا للآن ولا زلنا نستذكرها ونرددها رغم خروج البعض من عملهم في المجال التربوي أو بعضهم من توفاهم الله ولم ننسى انجازاتهم ولمساتهم وبصماتهم التي خلفوها ورائهم...هؤلاء من التزموا في تطبيق قوانين التربية وتعليماتها وأعتمدوا فلسفة تربوية تؤمن بتطوير المدرسة من الداخل وشجعوا التجارب الابداعية لطلبتهم وأستفادوا منها ...هؤلاء من وطدوا الروابط والعلاقات وأقاموا جسوراً من التواصل والتعاون مع أولياء الأمور ومؤسسات المجتمع.
فلم تأت تلك النجاحات لتسطع تلك الاسماء من فراغ,بل من تميزها كونها تمثلت في أشخاص كانوا القدوة الحسنة في مظهرهم وسلوكهم وتصرفاتهم وتميزوا بالعدالة في أحكامهم,وبإحساسهم الدائم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم وكذلك بالإخلاص وبالأمانة في العمل ,مرونتهم وعملهم الجاد في تحقيق المصلحة العامة وتواصلهم مع اولياء الامور ومجتمعهم المحلي لاطلاعهم على مستويات فلذات أكبادهم والمشاكل والتحديات التي يواجهوها ووضع الحلول المشتركة للسير بهم الى طريق التميز والنجاح.
لم نعد نسمع عن ألق تلك المدارس التي نعلمها جميعا دون ذكر لاسماءها كوننا نعلم كم من اوائل خرجت وعلى مستوى المملكة,إندثرت تلك الاسماء وتلاشت وتراجعت نسبة الاوائل فيها بل انقرضت,قد تكون الاسباب كثيرة يعود بعضها الى ضعف الادارات المدرسية والهيئات التعليمية بسبب تراجع المخرجات التعليمية في وقتنا الحالي,فمدير اليوم ليس كمدير الامس ومعلم اليوم ليس أيضاً كمعلم الأمس,,ولا ننسى إختلاف الجيل هذه الايام من حيث التغير الكبير في شخصية الطلاب وتدني انضباطهم وازدياد أعداد الطلبة داخل الصفوف وكذلك تراجع الرغبة والاندفاع للدراسة مع ازدياد مغريات العصر بالإضافة الى تراجع نوعية التعليم حيث أصبحت عملية تلقين بعيدة عن البحث والتفكير الناقد,أسباب وأسباب أدت الى الوضع التعليمي الحالي الذي نعيشه ونلاحظه وأدى بمدارس كانت العراقة نفسها في التعليم والقيادة وتخريج زمر من الاوائل من طلبتنا والذين أصبحوا قيادات فذة في مختلف مواقعهم, ولكن يبقى السؤال"هل تستطيع وزارة التربية والتعليم متمثلة بوزيرها وقادتها من إعادة الألق والمجد لتلك المدارس الحكومية التي خرجت أوائل من طلبتها وعلى مستوى المملكة ولسنوات عديدة؟؟؟؟؟وهل يستطيع معالي الوزير أن يضع يده على الجرح الذي أدى الى وصول هذه المدارس الى ما آلت اليه بالمقارنة مع ما كانت عليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟ نأمل ذلك.