النفط .. ونظرية الشّرقاية
عاطف الفراية
01-04-2008 03:00 AM
(الشرقاية) هي الشمسية.. والغريب أن اسم الشمسية أكثر شيوعا رغم أنها تستخدم للوقاية من المطر أكثر مما تستعمل للوقاية من الشمس.. (لفظة الشرقاية) من الألفاظ التي انقرضت أو تكاد.. ولا أدري حقيقة إن كانت تستخدم أو استخدمت سالفا خارج محافظة الكرك..
تتلخص هذه النظرية في انتقالات خميس بن جمعة في أحاديثه بشكل يجعل من المستحيل أن يستطيع السامع إيجاد رابط بين ما بدأه وما انتهى إليه.
فمثلا.. مرة كان يحمل (شرقاية) ويجلس في دكان (لتكن في اللجون.. وقد اخترت اللجون لأسباب تتعلق بالزيت الصخري.. مثلا).. سأله صاحب الدكان عن ثمن الشرقاية.. فأجابه: دينار صامد (كامل).. وسأل خميس بدوره صاحب الدكان عن سعر البندورة.. أجابه الرجل : دينار فراطة (فكة)، فذهل وقال: إيهوووو.. دينار!! سقا الله أيام البندورة.. كان هذا السهل مليئا بالبندورة.. بذرها ممتاز.. أحضره أبي من القدس.. لماذا من القدس؟ لأن أبي كان اشترى شاحنة صغيرة من القويسمة .. وكانت خربانة.. اشترينا قطع الغيار من ماركا وكان هناك الحاج توفيق يبيع القطع.. الحاج توفيق قيسي من (بيت نتيف) بعد وفاته اشتغل أبناؤه في الطوبار.. خشب الطوبار كان يأتي عن طريق الشام.. ابن عمي ذهب للشام وتزوج هناك امرأة شامية أولادها الآن ـ ما شاء الله ـ مدرسون في مدارس حديثة.. ليس كمدرسة قريتنا التي مديرها فلان .. وفلان هذا جاء منقولا نقلا تأديبيا.. المهم (مالكم بالطويل) سافرنا إلى القدس لشراء قطع للشاحنة..طبعا هذا قبل الاحتلال.. الآن الاحتلال لم يبق محلات سكراب.. ويقولون أن صاحب المحل القديم يقيم في مخيمات لبنان.. ومخيمات لبنان تعاني من شح في المياه..؟ وبالمناسبة محطة زيّ ليست بالسوء الذي صورته الصحافة.. ففي أيام الأزمة كانت المياه ليست ملوثة إلا باللون والطعم والرائحة لكنها خالية من الجراثيم كما يقول دولة عبدالسلام المجالي !!! وكما تعلمون بعض الجراثيم ضارة بالصحة وبعضها مفيد.. المهم (مالكم بالطويل) اشترينا بزر البندورة وزرعناها مكان موقف الباصات الحالي.. الباصات كانت قليلة لأن الطرق كانت ترابية مثل طريق (حجفا) وحجفا هذه منطقة مزروعة بالشعير.. وبذار الشعير يأتي من تركيا... والأتراك كانوا..الخخخخخ...
بعد ساعتين دخلنا الدكان أنا وحكمت النوايسة (الشاعر المعروف).. وجدناه قد وصل إلى الحديث عن وضع ورواتب القوات البرازيلية المشاركة في حفظ السلام في موزمبيق!!! وطبعا لم نفهم شيئا.
سألناه: عمّ تتحدث يا رجل (غربل الله ابليسك)؟
فأجاب: لا شيء (جبناها) على سعر الشرقاية لأن البندورة.. وأراد أن يعيد القصة.. فهربنا مسرعين..
ومن يومها أطلقنا على هذا الأسلوب اسم (نظرية الشرقاية) وما زلنا نذكره كلما سمعنا مسؤولا يتحدث عن مشكلة أو يقدم إجابات عن استفسارات الشعب أو النواب حول موضوع من مواضيع الفساد أو التقصير... ومؤخرا استعدت مع خميس تفاصيل النظرية ونحن نبحث في ملف النفط الأردني ورأي الحكومة وشركة غلوبال.. والرد.. والرد على الرد..وأخبار الزيت الصخري.. وخروج النفط في الأردن بشكل تلقائي.. في محاولة معدومة سلفا لفهم شيء.. أو الخروج بنتيجة أو بارقة أمل.. فوجدنا أن (خارطة طريق) الوصول إلى الحقيقة في ملف النفط الأردني تنبني على نظرية (الشرقاية)..
http://atefamal.maktoobblog.com/