تنوعت اساليب النصب والاحتيال وتفشت في مجتمعنا بشكل لم يسبق له مثيل، كل يوم نسمع ونقرأ عن قصة نصب أو احتيال وبشكل ذكي ومدروس، نساء يقمن بدور البطولة في هذه العمليات مستغلات سلطتهن في الوسامة والشياكة، ليوقعن في حبائلهن اؤلئك النفر من المغفلين والساذجين،
حالات أخرى يقوم بدور البطولة أشخاص مهندمون لبقون يستخدمون ذكاءهم باقصى درجة للفتك بالضحايا، يوظفون التكنولوجيا والانترنت وآثار العولمة, لتطوير اساليبهم، حتى لقد اصبح اكتشاف النصب أو الاحتيال ليس بالامر السهل الذي يمكن الوقوف عليه قبل الوقوع في مطب الاحتيال الذي لا يأتي اكتشافه الا بعد أن يكون الفأس قد وقع في الراس, وبعدها يبدأ الندم وينكشف المستور وينكشف معه من وقعت عليه الواقعة واستحوذ عليه الغباء بعد عمى البصيرة التي اضاعت عن بصرة ما هو مكتوب بخط واضح لا يحتمل اللبس بأن المشروع الذي امامه اياً كان شكله.. مشروع نصب واحتيال..
يومياً.. نطالع فناً جديداً من فنون النصب والاحتيال, التي اوقعت مواطنين في حبائل اناس قد لا يكونون غالباً اكثر ذكاء ممن صادته مصائدهم,
تحمل الاخبار يوميا وقائع القبض على نصابين ومحتالين نجحوا في اعمال نصب واحتيال متنوعة تمتد بين استلاب الملايين او تزوير الوكالات او بيع سيارات وغير ذلك من مشاريع وهمية ينجحون في اقناع ممولين يندفعون في تسليم اموالهم بعد ان يتم اغراؤهم بالربح الفاحش وفي الزمن القليل، يتداول الناس قصص هؤلاء النصابين الى فترة، الى ان تطفو على السطح عملية احتيال كبيرة فينسى الناس ما كان وينشغلون بالجديد،
تفيد البحوث أن لا دليل على صحة (خرافة) الضحية الضعيف، فالضعيف والقوي سواء في الوقوع في فخ النصب والاحتيال، وأن المسنين هم الأكثر استدراجاً ولكنهم الأقل وقوعاً في الفخ، وأن الذين تعرضوا لحادث سلبي في حياتهم هم الأكثر قابلية للإستدراج أو الوقوع، وأنه بعكس ما يتوقع المرء، يكون الضحايا أفضل ثقافة، مع أنهم يعتقدون أنهم منيعون، ربما لأن لعابهم يسيل على الفرص (الذهبية) وأنهم لا يريدون ان يضيعوها،
أما سلاح النصابين والمحتالين الأول فهو التأثير الاجتماعي والحضور الباهر، للسيطرة على الضحية كما يفيد علم النفس. أما السلاح الثاني فهو امتلاك النصاب أو المحتال لسلطة ٍ ما كالجمال في حال ان تلعب المرأة دور البطولة، حمال المرأة التي تمارس النصب والاحتيال سلاح فتّاك وابتسامها كذلك وتمثيلها دورا تغلفه بالشكوى والتذمر من حال ما، حتى وجدت صاحب القلب الكبير والصدر الحنون ليكون ضحية سائغة تمارس عليه حيلها الجديدة، وقد تعاظم دور المرأة مؤخرا في مجتمعنا كشريكة مع نصابين رجال او بمفردها حتى اصبح ينسج حولها القصص والحكايات في هذا الميدان ميدان النصب والتحايل. .
السؤال هو: ما الذي يجعل عمليات النصب والاحتيال تنجح في أخذ حقوق الناس، هل هو ذكاء النصابين او غياب فطنة من وقعت عليهم عمليات النصب والاحتيال وطيبة قلوبهم، والى متى سيظل المواظن فريسة لهذا النصاب او هذه النصابة، وما دور الإعلام في حماية وتوعية المواطن..
ارى ان يتم عرض كافة تفاصيل أية واقعة نصب وتحايل يتم كشفها وأيا كان بطلها .. يتم عرضها في وسائل الاعلام المرئية بالذات حيث يروى النصاب والذي وقعت علية العملية، كما لو كان لقاء صحفيا يحورهم مقدم البرنامج حول ادق التفاصيل، من حيث رسم الخطة وتنفيذها والشخوص والضحية ...وما الى ذلك حتى يتفهم المواطن الطبيعي والبسيط هذه الصورة ويتشكل لديه صورة ورأي ودرس يسهم في حمايته من الوقوع في مثل هذه المصائد