هذا اسم الجزء الثاني من اسم برنامج وثائقي شاهدته على قناة الجزيرة الوثائقية ، وكالعادة صباح كل يوم جمعه ما بين الأخبار والبرامج الوثائقية ، وكان البرنامج بعنوان "فقراء ولكن ديمقراطيون" وهو عبارة عن تقرير عن جمهور الناخبين في الهند وتحديدا في ولاية اوتار بردش وان أسعفتني ذاكرتي تحديدا في قرية أميثا، وكان التقرير بمناسبة اقتراب الانتخابات النيابية الهندية كما وغطى التقرير يوم الانتخاب.
وحسب ما شاهدت في التقرير، قرية أميثا، لا توجد بها طرقات ولا كهرباء ولا ماء، سكانها يشربون من مياه يستخرجونها من باطن الأرض بواسطة مضخات يدوية وفي العراء يستحمون بها، لا منازل توصف ففي غالبها عبارة عن أكوخ مكونة من اخشاب الاشجار واوراقها ، يعتمدون في معيشتهم على تربية الحيوانات والزراعة.
الحزب،مرشح الحزب،برامج التنمية،إذا تم تحقيق التنمية سنقوم بانتخاب الحزب .
هي مصطلحات لم أكداسمع غيرها في التقرير من أشخاص تتطغى عليه ارتفاع نسب الآميين ،أكثرهم لا تكاد تكتمل ملابسه فلا يكاد يجتمع في احدهم القميص والحذاء ، وأكثر من ذلك ما تلمسه من تلك الطبقة من مدى تقافتهم بأنهم يشكلون غالبية المجتمع وأنهم القوة الأكبر ، كما أنهم يعلمون يقيناً بأنهم يلعبون الدور الأكبر في تشكيل الحكومات من خلال تصويتهم لحزب معين.
لن أتحدث عن ثغرات الحياة الديمقراطية في الاردن، معتقداتي ليست المدينة الفاضلة، كيف أتحدث عن فضيلة الديمقراطية ونفسي ملطخة بغيرها، لم تسعفني معتقداتي النظرية وأنا أقف في مواجهة صندوق الانتخاب، هذا ما وجدت نفسي عليه !!!!!!!!! ، كنت اشاهد في التقرير رجل في الستين من عمره وليس على درجة عالية من التعليم ولكنه على درجة عالية من الوعي الديمقراطي وكان يدعم حزب معين على اساس ان برنامجه التنموي مقنع، كما انه وخلال اعداد التقرير تحدث انه سيقوم بالذهاب القرى المجاورة في محاولة منه لإقناع الموطنين للتصويت للحزب.
ومن الشجاعة أن أتحدث عن كيف تساقطت أمامي شهادتاتي الاكاديميةوثيقة الصلة بالديمقراطية و التي أنفقت جزء غير يسير من حياتي للحصول عليها ، خبرات الديمقراطية لم تسعفني ، أأنا مؤمن بالديمقراطية؟؟
ما الذي فعلته من أجلها؟ للأسف لقد مارست الدكتاتورية على كل ما هو ديمقراطي في داخلي، لقد ضلت ولاءاتي العشائرية هي الأقوى، حتى اني لم افكر يوماً بطرح خيار أخر لولائاتي العشائرية المترسخة، حتى انها لم تكن مداراً للبحث.
هو الدرس الأقسى الذي تعلمته في حياتي، أن لا منطقة وسطى بين الديمقراطية واللا ديمقراطية، ولا يملك الانسان في داخله ارادتين إنها إرادة واحدة ، إما ارادة الديمقراطية وإما ارادة اللاديمقراطية.