حين تتحول عاصمتنا الجميلة الى كومة من الاشاعات والتذمر، فانك تستطيع يومياً ان تعثر على اشاعة لا تفهمها بمنطق الحزبية او السياسة ولنتذكر ان افلاطون (المعلم الأول) كتب للاغريق وللعالم المدينة الفاضلة.. فالسياسة حكمة وفلسفة .. الا عندنا.
تقول آخر اشاعة ان استفتاءً سرياً جرى في البلد، دلّ على ان 40% من الاردنيين يؤيدون داعش، وان 3% مستعدون للانخراط في صفوفها!!.
ومثل هذه الاشاعة مجهولة الأب لا بد وانها تخدم حزباً او جهة سياسية ما، ويمكن ان يكون مطلقوها صقور الاخوان، فهؤلاء عزّوا بالزرقاوي، وأفتوا بأنه شهيد، والاخوان سحجوا وراء ثورة الخميني وركبوا تيارها مع انهم يعرفون انها ثورة ايرانية، وانها ثورة الاثني عشرية كما نص دستورها، ويعرفون ان مسجدها واحداً للسنة محرّم على طهران وان كل جوامعها.. حسينيات!!.
والاشاعة المجهولة الأب يمكن ان يكون وراءها كل الذين يحشدون الناس وراء التحالف الاميركي القيادة وذلك بتخويف الناس من انتشارها ارهاب داعش، فمن غير المعقول ان تروّج الجماعة للتحالف بأفضال اميركا وبريطانيا على العرب والمسلمين، فداعش خطر، ولكن ما ادرانا بأن يكون وراء الحرب عليها اهداف اميركية او بريطانية؟ الم يُسق المال العربي والشباب المجاهدون الى افغانستان لتخليصها من الشيوعية، ثم انتهى الامر بطالبان وابن لادن؟ الم ينسق الجميع وراء الحرب على صدام حسين واكتشفنا بأن العراق الدولة هو المستهدف؟
- الطرف الثالث المستهدف من الاشاعة هو تخويف نظامنا السياسي بالقول ان الداخل لا يؤيد توجهاته، او على الاقل 43% منه، وهذه طبعاً ترهات، فالنظام لا يخاف.
عمان تعيش مع الأسف على هذا النمط من الاشاعات، لكن الانترنت الذي يحمل هذا النمط من ثقالة الدم، يحمل ايضاً حجماً من خفة الدم، فالنكتة الشائعة ان المطربة التي تصيح اين العرب؟ في دعوتها لحماية فلسطين ولبنان وسوريا.. وتجد الآن من يدلها على مكانهم.. انهم كلهم.. في الاردن؟!.