عقل بلتاجي .. والتحدي !!!
المهندس هاشم نايل المجالي
08-11-2014 07:55 PM
تناولت العديد من المواقع الألكترونية والمحطات الاذاعية محاضرة معالي أمين عمان التي القاها في الجامعة الأردنية بكل سخرية واستهزاء قائلة ان عجوز عمان عقل بلتاجي يؤكد ويوضح لطلاب الجامعة الأردنية انه يمتلك شهادة في الهندسة الإنسانية يصعب على كثير من المهندسين الحصول عليها .
وأود ان اوضح في هذا السياق معنى ومفهوم الهندسة الانسانية الذي فعلاً يفتقده كثير من المهندسين وبسببة هناك الكثير من النواقص والاخطاء في العديد من مناطقنا كذلك فاننا نفتقد هذا المساق في جامعاتنا والذي اصبح يدرس بشكل رئيسي كمكمل للهندسة يمكن تعريف مصطلح الهندسة الانسانية على انه البحث والدراسة الواقعية ثم التصميم وفقاً لمحددات ومتطلبات وقيود تعمل على تحسين رفاهية المجتمعات الاقل حظاً والمهمشة بشكل مباشر ويكون ابناء تلك المناطق او المجتمعات المهمشة هم المستهدفين حيث ان ابناء تلك المناطق محرومون من الخدمات التي تلبي فعلياً احتياجاتهم ومتطلباتهم المعيشية ورفاهية في مستواها المعقول والمطلوب وهي كما نعلم جميعاً في وقتنا الحاضر متدنية جداً من كافة النواحي سواء في البنية التحتية او المراكز الخدماتية للشباب والمعاقين والمسنين وتفعيل دور الجمعيات والمراكز الثقافية وغيرها .
ويشمل مفهوم الهندسة الانسانية السياق الثقافي والادبي والفني والبيئي ولغة الحوار حيث ان غالبية ابناء تلك المناطق ينقصهم لغة ووسائل التعبير عن همومهم وقضاياهم ومشاكلهم ونواقصهم المجتمعية فنجد عمالة الاطفال مرتفعة كذلك التسرب من المدارس والمعاقين لا طريق لهم والمراكز غير مهيئة لاستقبالهم والسكن بيئياً غير صالح والانارة سيئة وعشوائية والنفايات تلقي بالطرقات وغير ذلك الكثير وهذا الموضوع لم يسبق لأي أمين لمدينة عمان ان طرحه او عمل على تطبيقه وتفعيله او ابدى اهتماماً به وبتلك المناطق المهمشة كذلك فان كثير من المطلوبين اعتمدوها وكراً لهم للانطلاق منها لتنفيذ مخططاتهم لتصبح مناطق مستهدفه .
ان العديد من الجامعات العالمية تقوم بتدريس مساق الهندسة الانسانية سواء كاساسيات الهندسة او علم الاجتماع والاقتصاد والتاريخ والعمران التاريخي وغيره بدون الدخول بالتفاصيل الفنية الهندسية الدقيقه وحساباتها منها الجامعات الامريكية منها جامعة ولاية بنسلفانيا وذلك من اجل دفع عجلة الريادة والتنمية المجتمعية وبفكر هندسي واجتماعي اوسع توافقي وتشاركي مع بناء قدرات مؤسسية اجتماعية في المجتمع ويعتبر هذا التخصص تكميلي اختياري ثانوي لمساقات الهندسة او غيرها وهو يعتبر من الحلول الهندسية الاجتماعية يجمع بين الفكر الهندسي والاجتماعي ويمكن الشخص او المسؤول من الالمام بكافة الجوانب وايصال فكرة الاحتياجات والمتطلبات المجتمعية للمصممين الهندسيين للمراكز والمرافق المنوي تنفيذها هناك ويعبر الشخص عما يجول في فكر وذهن مواطني تلك المناطق ليتناول كافة الجوانب حسب طبيعتهم الفكرية والدينية والثقافية والاجتماعية فالهندسة الانسانية اصبح مفهوم الهندسة المجتمعية النامية او الهندسة والريادة الاجتماعية وتعتبر ايضاً الهندسة الانسانية الدراسة العلمية للعلاقة الهندسية بين الانسان ومحيطه السكني والاجتماعي وعمله وظروفه اي علم مطابقة وموالفة حيث يتم الحصول على تلك المعلومات كاملة من الزيارات الميدانية لتلك المناطق والاجتماع ومحاورة سكانها وفهم ما يحتاجونه فرضاً كان هناك معاقين حركياً ولم يكن بمقدورهم التحرك او التنقل من سكناهم لأي مركز كذلك المراكز غير مهيئة لاستقبالهم كذلك دورات المياه او الصفوف المدرسية كذلك لا يتوفر بالمنطقة صالة متعددة الاغراض رياضية ثقافية اجتماعية تخدم الشباب والمنطقة بالمناسبات او حاجتهم لمركز تدريب وتأهيل ومشاغل مهنية ، اذن الهندسة الانسانية تلعب دوراً مميزاً ومهماً .
كذلك فان هناك مساق هندسي آخر وهو الهندسة البشرية وهي الدراسة العلمية للعلاقة الهندسية بين الانسان الفني او التقني وما يستخدم من مكائن ومعدات ومواد في موقع العمل لانجاز عمله والتي يجب ان تتلائم وتتوافق مع طبيعة جسمة سواء كان قصيراً او طويلاً او يعاني من اعاقة حركية او بصرية او سمعية او احد الاعضاء الجسمية كذلك الموائمة مع محيط العمل لتسهيل حركته بكل يسر وتوفير الخدمات المساندة له .
اي تكييف المكائن والمعدات والمرافق بحيث تنسجم مع مقاييس الجسم البشري وقدراته العقلية والحسية لخلق وحده انتاجية متكاملة ويعرف بعلم مطابقة الاعمال للافراد العاملين وتسمى الهندسة البشرية ايضاً بهندسة العوامل البشرية لتحسين مؤشرات الانتاج والاداء من حيث تعديل المكائن وتوفير وتجهيز المرافق وغيرها لنأخذ بعين الاعتبار القدرات الجسدية للانسان .
اذن هناك مساقات اضافية مهمة اصبحت تضاف للهندسة وتهتم بها الجامعات العالمية وتفتقر اليها جامعاتنا بشكل كبير واساسي وهناك مثلاً الهندسة النفسية وهو علم يقود الانسان الى التحكم في بيئته الداخلية وتسخير طاقاته وتوجيهها الى ما فيه خير الفرد والمجتمع وهو علم يعيد ويساعد الانسان على تطوير نفسه واصلاح تفكيره وتهذيب سلوكه وشحذ همته وتنمية مهاراته وتطويرها اي التطوير بالنفس والتأثير بالاخرين من خلال الاستنباط والحوار بالالفة والانسجام والدقة والاقناع والعقل الباطن للحصول على المعلومة من الطرف الآخر وهذا المساق من اهم وسائل التعامل مع الاخرين لدراسة نفسياتهم ومكنوناتهم الداخلية للتصميم وفقها وارضاء العميل كذلك فان مشكلة الانفاق مشكلة قديمة لم يكن لمعالي أمين عمان ضلع بتصميمها او انشائها بل تمت في عهد سابق وكلنا يعلم ذلك ويعلم انها اصبحت مركز تجميع للمياه والمناهل لديها القدرة على استيعاب كمية من المياه فالانسان يستطيع شرب كاسة ماء ولكنه لا يستطيع ان يشرب سطل ماء دفعة واحدة وهناك حلول جذرية لمشكلة الانفاق هندسياً تحتاج لامكانيات مالية بحال توفرها من احدى المنح خاصة المنحة الخليجية فسيتم معالجتها ابتداءاً من الانفاق الحيوية والرئيسية والمهمة وبالتدريج وليست بالمعضلة التي تستوجب التشهير والقدح والذم بشخص لا ذنب له بتصميمها او تنفيذها كذلك تعتزم امانة عمان اطلاق ثلاث مشاريع دفعة واحدة لتحقيق الرؤية الشمولية المستقبلية والآنية لمدينة عمان خاصة ملف تطوير البنية التحتية واستخدامات الطاقة البديلة النظيفة وفي هذا السياق لا يمنع من طرح انشاء صندوق فلس تطوير مدينة عمان كصندوق باشراف وادارة مجلس امانة عمان الذي يعتمد فقط مشاريع تطوير البنية التحتية ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمناطق الاقل حظاً وعلى غرار فلس الريف فالعاصمة عمان هي لكل الاردنيين .