بلتاجي .. حتى لا تظلم أكثر
بشرى الرزي الزعبي
08-11-2014 05:21 PM
السلبية لم تكن يوما الا قدر المحبطين ، ومن- لا حول و لاقوة- بايديهم فعل شيء ما ، لم تكن السلبية و الانطواية و الخنوع و الانصياع سوى قدر من فقدوا البصر و البصيرة ، و ليسوا بقادرين على الدفاع
و التصدي للمعيقات و التحديات في العمل مهما أعتلى منسوبها أو أنخفض .
السلبية لم تكن الا قدر أولئك المتربصين باعين الحسد و الحقد ضد كل مشروع نجاح يرسم خيوط ملامحه
في مؤسسات وطننا العظيم ، ومن لا يملكون سوى أرادة التخاذل و التأمر و الاحباط ، و يريدون تكريسها
في سير عمل مؤسساتنا .
و من أغرب أقدارنا الاردنية ، أننا نجيد باحتراف حرق الشخوص ، ولا بأس هنا أن توقفنا عند الحملة الشرسة التي واجهها أمين عمان عقل بلتاجي خلال "الشتوة الاخيرة " ، تناسى الجميع أن الرجل يسير بمشروع أصلاحي بالامانة يسعى بجهد دؤؤب الى ترميم كل مخالفات حقب الادارات السابقة ، ولربماأن تلك الانجازات واضحة على أكثر من صعيد خدماتي و تنموي وتنظيمي يصعب التستر عليها اواخفائها أو حتى المرور من جانبها دون الالتفات الى لاثارها الايجابية على مستوى الامانة كمؤسسة و المجتمع و الاقتصاد .
وبالمناسبة ، و أبوح بهذا الكلام ، و أنا بحكم قربي من مطبخ القرار في امانة عمان كوني عضو مجلس امانة ، أعلم جيدا أن ثمة قوى في الجهاز الاداري الضخم للامانة تعطل و تعرقل مسيرة الاصلاح التي يقودها بلتاجي ، و أنها تضع العصى في حركة دولايب الاصلاح و الانجاز ، و لا يخفى على أحد أن هذه القوى تتمرتس خلف ذلك للحفاظ على نفوذها و مصالحها .
ذاك الحال الاداري الذي أعرفه جيدا بامانة عمان ، ما جعلني أتحدث بصراحة عن مؤامرة صريحة
يتعرض اليها بلتاجي ، أبطالها من داخل الامانة وخارجها أيضا ، فالرجل أقترب باكثر من بسياسته بالعمل التي لا يستوطنها الا هاجس أنقاذ عمان من مخاطر الفوضى و العشوائيات و أصلاحها على الصعد
التنظيمية و الخدماتية ، من مساحات كانت تصنف بالمحظورة ، ويمنع الاقتراب منها ، لاكثر من سبب
ظاهر وباطن .
نعم ، هنالك شريحة متنفذة و مستفيدة من تعطيل القانون و سلب سلطته ، لم يروق لها الامر ، و أندفعت بكل الاتجاهات لانتاج مؤمرات تلو الاخرى لاحباط مشروع الرجل ، ووضع العثرات و العراقيل أمام تقدمه في العمل و الانجاز ، و أن كنت أعلم بحكم ما سبق ذكره ، أن جدول أعمال بلتاجي مليء بالخطط و المشاريع و الافكار و الاستراتيجات التي تتزاحم لترى النور على ارض الواقع .
علمنا التاريخ في الاردن أن التفاؤل يقتل التشاؤم ، و أن الامل يقود الحياة و يحقق الانجاز و الانتصار ، وتفضح قوته كل ما يملك السلبيون و المعطلون و المتشائمون من قوة سوداء ، تشعرهم بالخيبة و العار و النكوص و الانطواء أكثر و اكثر وراء مؤامراتهم .
صحيح أن الناس ضجة من سوء الخدمات و تقصير المؤسسات المعنية ، وتضج أكثر من أولئك السلبين المعطلين للعمل القويم ، نعلم ان صوت الناس يجب أن ننصت اليه بحذر ودراية ، ونعلم أن أكثر أن الحقيقة ايضا بمجموع تفاصيلها لم تصل الى الرأي العام ، حتى تفضح وتعري من يسوقون عمل المؤسسات الوطنية بعقلانية الانتقام و الثأر الفردي و الجماعي .