بوح القرى .. جهد متميز لباحث أردني متميز
31-03-2008 03:00 AM
صدر حديثا للباحث والمثقف والمبدع الأردني مفلح العدوان الجزء الأول من سلسلة موسوعة( القرية الأردنية) والمستوحاة من سلسلة حلقات بوح القرى التي نشرتها صحيفة الرأي الأردنية، والذي استطاع من خلالها الباحث أن يضعنا في صورة الواقع الحقيقي والسجل التاريخي المستمد من مصادره الحقيقية حول القرية الأردنية، وعبر مساحات واسعة للوطن ليسجل بذلك تجربة أردنية جديدة في دراسة الواقع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي من خلال الوقوف على هذه الأبعاد، وعلى أدق تفاصيلها ميدانياً، سواء بالمقابلات الشخصية المسجلة أو بتصوير المشاهد والمواقع تصويراً معبراً لكل حالة أو موقع له دلاله تاريخية ترتبط بالمكان.
الكثير من أبناء الوطن يجهلون تفاصيل الحالة الأردنية، والكثير من المواقع والقرى التي سجلت في ذاكرة الوطن الكثير وعليه، استطاع الباحث من خلال هذه التجربة ان يحملنا الى كل بقعة من بقاع الوطن دون ان نتكبد عناء السفر، وخلق لدينا حالة من الشوق بأن نشد العزم على المضي في رؤية كل مكان وفقاً لما وصفه لنا في سجله هذا المرصود بحرفية عالية.
لقد استطاع الباحث أن يفتح سجلات وأحداث ووقائع أردنية رائعة، وتستحق البحث والتوثيق في رؤيا واقعية مستمدة من المكان ومن ذاكرة الكثير من الخيرين من أبناء الأردن الذين ما زالوا يشهدون لهذا الوطن تاريخه وكبرياءه، خصوصاً وأن القرية الأردنية ساهمت بصورة فعلية في بناء الدولة وفي تأسيسها وصمودها في وجه تيارات المراهنين على عدم ديمومتها واستمرارها، من خلال القصص والروايات العديدة التي استطاع الباحث الوصول إليها حيث الشجاعة والعفة والطهارة ، حين سجل للقرية الأردنية رجالاً كانوا جنوداً اوائل لبناء الدولة الأردنية الهاشمية ، شيوخاً ، وزعماء سياسيين، وقادة معارك ، وجنوداً مخلصين لتراب الأردن الطهور، وهناك أحداث وعنوانين أردنية كثير لم نكن نعلمها، ولم تكن حاضرة في سجلاتنا الاردنية حيناً وبعضها كنا نعلم جزئياته مروراً على زمن النسيان ولكننا استطعنا الآن الوقوف عليها فخراً وكبرياءً خصوصا وأنها أصبحت موثقة وشاهدة على الزمن الأردني العربي المشرف.
هذه التجربة البحثية فيما حملته لنا من أفكار وصور حقيقية ما زالت صحيفة الرأي الأردنية تنشرها من خلال ملاحقها كصفحة أردنية مفتوحة تستقبل من قراءها أي ملاحظة أو تعديل أو مغالطة أو تصويب مما أكسب الفكرة أكبر نسبة في مصداقية البحث والأقرب إلى أن تكون وثيقة أردنية وسجلاً تاريخياً ومرجعاً للكثير من الأعمال البحثية والفنية والإبداعية المختلفة.
لن أدخل في تفاصيل هذا العمل الإبداعي، ولكني أتمنى على كل أردني أن يطلع على هذه الموسوعة الأردنية وان يحفظها سجلاً وطنيا يستطيع من خلالها أن يدخل إلى أعماق الوطن وتاريخه العريق، المتمثل بصمود القرية الأردنية وكبرياءها وعزتها فيما قدمته للوطن من إنجاز وبطولة وشهادة نقف على تفاصيلها في بوح القرى.
mohanadmaj@hotmail.com