فوز الجمهوريين بالاغلبية في مجلس الشيوخ الاميركي
05-11-2014 10:10 AM
عمون - فاز الجمهوريون في الانتخابات النصفية التي جرت الاحد في الولايات المتحدة وانتزعوا السيطرة على مجلس الشيوخ ورسخوا غالبيتهم في مجلس النواب محققين فوزا يكشف عن خيبة امل الاميركيين حيال الرئيس باراك اوباما وحلفائه الديموقراطيين.
وبات خصوم الرئيس الاميركي يسيطرون بالكامل على الكونغرس، ما يخولهم املاء الاجندة البرلمانية للسنتين الاخيرتين من ولاية اوباما.
وكان الجمهوريون اعلنوا قبل الانتخابات ان اولوياتهم ستكون اقتصادية وقد جهزوا عشرات القوانين "المراعية للنمو" للسماح ببناء خط انابيب النفط "كيستون اكس ال" بين كندا وخليج المكسيك وتطوير انتاج الغاز الطبيعي ومساعدة الشركات الصغرى والحد من القوانين والتنظيمات.
وبعد اعادة انتخابه اعلن السناتور الجمهوري ميتش ماكونيل المدعو بصفته رئيسا للغالبية في مجلس الشيوخ لتجسيد المعارضة لباراك اوباما ان "هذه التجربة القائمة على توسيع دور الدولة دامت اكثر ما ينبغي. حان الوقت لتبديل الوجهة! حان الوقت لاعادة البلاد الى السكة!".
وبعدما استعادوا مجلس النواب عام 2010 تمكن الجمهوريون من العودة الى السلطة في مجلس الشيوخ ايضا حيث زادوا عدد مقاعدهم من 45 الى 51 مقعدا من اصل مئة بحسب توقعات الشبكات التلفزيونية الاميركية، فيما لا تزال نتائج انتخابات مجلس الشيوخ عالقة في لويزيانا حيث ستجري دورة ثانية في 6 كانون الاول/ديسمبر.
وجاءت الانتخابات بمثابة تحذير وجهه الاميركيون الذين سئموا الصراع البرلماني المستمر منذ اربع سنوات بين الجمهوريين والديموقراطيين والذي منع الكونغرس المنقسم من اقرار اي اصلاح كبير ولا سيما في موضوع الهجرة التي تبقى ملفا ساخنا مع وصول عدد المهاجرين المقيمين بصفة غير شرعية في الولايات المتحدة الى اكثر من 11 مليونا.
وعكست استطلاعات الراي لدى الخروج من مراكز التصويت خيبة امل الناخبين حيث انتقد 79% منهم عمل الكونغرس واعتبر ثلثاهم ان البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ. واعرب اقل من الثلث عن ارتياحه لاداء ادارة باراك اوباما، كما ان عدد المؤيدين لاداء قادة الحزب الجمهوري في الكونغرس لم تتخط هذه النسبة، بحسب ما نقلت شبكة سي ان ان.
واعرب 22% فقط عن ثقتهم بان الجيل المقبل من الاميركيين ستكون حياته افضل من الجيل الحالي.
وانقذ الديموقراطيون مقعدهم في نيوهامشير حيث اعيد انتخاب السناتورة جين شاهين، فيما انتزع الجمهوريون من الديموقراطيين مقاعد فرجينيا الغربية وداكوتا الجنوبية ومونتانا واركنسو وكولورادو وايوا.
وبعدما امتنع عن الادلاء باي تصريح الثلاثاء، دعا اوباما قادة الكونغرس الى البيت الابيض الجمعة، بحسب ما افاد المتحدث باسمه.
ويباشر الكونغرس الجديد ولايته في الثالث من كانون الثاني/يناير على ان يواصل الاعضاء الحاليون مهامهم الى ذلك الحين.
وبذلك ينهي الرئيس ولايته متعايشا مع الحزب المخاصم له في مجلسي الكونغرس، وهو وضع واجهه من قبله كل من جورج بوش وبيل كلينتون وجورج بوش الاب ورونالد ريغان، حيث تتخذ الانتخابات النصفية تقليديا شكل عقوبة ضد الحزب الحاكم في البيت الابيض.
ولم يحسب الناخبون للرئيس الديموقراطي تراجع البطالة الى 5,9% وهو ادنى مستوى منذ ست سنوات، ولا النمو الكبير لاجمالي الناتج الداخلي الذي سجل +3,5% في الفصل الثالث من السنة، ولا اصلاح نظام الضمان الصحي.
وتعزز الاحساس باخفاق في "القيادة" في البيت الابيض مع تراكم السجالات والفضائح ولا سيما الكشف عن برامج وكالة الامن القومي للرقابة والتجسس والاستهداف السياسي في عمل مصلحة الضرائب والتقصير في المستشفيات العسكرية وتدفق المهاجرين غير الشرعيين على الحدود المكسيكية واصابة ممرضتين اميركيتين بفيروس ايبولا، وكذلك مع تزايد الازمات في الخارج مع النزاع في اوكرانيا وسوريا.
ولا يعرف بعد كيف سيوظف الجمهوريون غالبيتهم في الكونغرس. ويعي مسؤولو الحزب ان باراك اوباما لا يزال يمسك بسلطة النقض ولن يصدر على الارجح قوانين تقضي على ورش رئاسته الكبرى، بدءا باصلاح الضمان الصحي الذي يطلق عليه اسم "اوباماكير".
غير ان الخلافات داخل الحزب الجمهوري تبقى حادة وليس هناك اي بوادر تشير الى ان اعضاء حركة حزب الشاي المحافظة المتطرفة مثل السناتور عن تكساس تيد كروز على استعداد لمد اليد الى الديموقراطيين. وكالات