قال لي صديق ان احد رجال المقاومة في الستينيات كان يعمل على أحد خطوط النقل في العاصمة عمان.. وقد اكتسب سمعة من عمله هذا بانه يعرف المدن..

وبعد احداث عام1970 وعند خروج المقاومة وانتقالها الى بيروت؛ تم تكليف صاحبنا بعمل قيادي في القتال الذي احتدم في بيروت بين الفصائل وبعض القوى اللبنانية.. فما كان منه الا ان اوقع نفسه وكسر قدمه ليدخل المستشفى ويبقى فيه لاشهر كلما يقرب موعد خروجه عمل على اعادة الكسر ليبقى في لمستشفى...

وبعد ان انتهى القتال خرج من المستشفى وفد كتب كتاباً ضخماً تحت عنوان "تجربتي في قتال المدن" وتقدم من المرحوم عرفات ليهديه نسخة كتب عليها اهداء للرئيس فاهمل عرفات الكتاب وصاحبه الذي عرف قصته..

بقي صاحبنا يلف حول منصة الرئيس الى ان اقترب منه وقال اريدك ان تقرأ كتابي يا سيادة الرئيس، فما كان من عرفات الا ان اجاب "المهم ان تكون قد قرأته أنت".

اليوم أقول لوعاظ الوطنية وبناء الجبهة الداخلية.. ودعاة نبذ التفرقة.. ما قاله ياسر عرفات لمؤلف الكتاب الذي تحدث عن قتال لم يشارك فيه.. واقول ان صلحتم سيكون الاردن بخير..

اتركوا المحسوبية.. واستغلال الوظيفة.. واعدلوا، فنحن بحاجة الى نماذج اكثر من حاجتنا لخطب ومواعظ وسباق بلاغة وتشدق.