دخلت الجيوش العربية النظامية إلى فلسطين في 15 أيار عام 1948 بهدف إنقاذها من براثن الصهيونية وتسليمها إلى أهلها . وعندما أثيرت قضية تكوين فلسطين السياسي قال الملك عبد الله الأول: إن الوقت ليس وقت طمع ولكنه وقت جهاد وجلاد .
- إلا أن اللجنة السياسية للجامعة العربية بحثت إنشاء حكومة فلسطينية ، ورحبت الهيئة العربية العليا بالفكرة ، فكان أن أعلن في غزة عن تشكيل حكومة عموم فلسطين في 23 أيلول 1948 ، ونصب احمد حلمي عبد الباقي رئيسا لهذه الحكومة ، وانعقد المجلس الوطني الفلسطيني في الأول من تشرين الأول 1948 معلنا استقلال فلسطين ووحدتها .
وأعلنت الحكومة الأردنية معارضتها لقيام حكومة عموم فلسطين معتبرة ذلك إعلان رمزي لا قدرة فعلية عليه ، اذ ليس بمقدور هذه الدويلة صيانة الأجزاء العربية من فلسطين ، ولا استرداد الأجزاء المغتصبة . وكانت مواقف أهل الضفة الغربية منسجمة مع موقف الحكومة الأردنية رافضين أن يتخلى الجيش العربي عن مواقعه لأنه ليس بمقدور حكومة عموم فلسطين حمايته .
انعقد مؤتمر فلسطيني في مدينة عمان في الأول من تشرين الأول عام 1948 برئاسة الشيخ سليمان التاجي الفاروقي ، وفوض المؤتمر الملك عبد الله في أن يتحدث باسم عرب فلسطين ويفاوض عنهم .
وفي الأول من كانون الأول عام 1948 عقد مؤتمر كبير في مدينة أريحا واتخذ المؤتمر عدد من القرارات أهمها : القول بالوحدة الأردنية الفلسطينية ، ومبايعة جلالة الملك عبد الله الأول ملكا على فلسطين كلها ، وطالب المؤتمر بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بلادهم والتعويض عليهم . وبعد انتهاء المؤتمر توجه أعضاء الوفود من أريحا إلى الشونة حيث كان الملك عبد الله الأول يقضي الشتاء في قصر المصلى ، فقدم رؤساء الوفود لمؤتمر أريحا قرارات المؤتمر للملك عبد الله ، وألقى رئيس المؤتمر الشيخ محمد علي الجعبري رئيس بلدية الخليل كلمة أمام جلالة الملك عبد الله الأول ، فوعدهم بعرض القرارات على الحكومة الأردنية لبحثها ، فقدرت الحكومة الأردنية إرادة ممثلي الشعب الفلسطيني ، كما وافق مجلس النواب الأردني على قرارات المؤتمر .
وعقد أهل فلسطين مؤتمرين آخرين في نابلس ورام الله مطالبين بالاتحاد مع الأردن ، وقدم الأردن مشروع الوحدة بين الضفتين إلى مندوبي الدول العربية في 12 أيار 1949 فوقع مندوبو الدول العربية عليه فيما عرف ببروتوكول لوزان ، وقبلوا التقسيم وتدويل القدس وعودة اللاجئين وتعويضهم كما وافقت اسرائل على الميثاق إلا انه لم ينفذ وبقي حبرا على ورق .
رأت الحكومة الأردنية أن إنشاء حكومة فلسطينية هو اعتراف عملي بالتقسيم ، الذي دخلت الجيوش العربية ارض فلسطين للقضاء عليه ، ورفضت الحكومة الأردنية مبدأ تدويل القدس .
واستجابة مع وحدة الضفتين قدمت حكومة توفيق أبو الهدى استقالتها في 3 أيار عام 1949 وأعاد هو نفسه تشكيها ، لتضم ثلاثة وزراء من الضفة الغربية ، فشكلت حكومة وحدة الضفتين في السابع من أيار 1949 حيث ضمت بالإضافة إلى توفيق أبو الهدى كلا من : محمد الأمين الشنقيطي وسعيد المفتي وروحي عبد الهادي وفلاح المدادحة وفوزي الملقي وسليمان السكر وخلوصي الخيري وموسى ناصر .
وفي 11 آب 1949 أحدثت وزارة للاجئين تولاها راغب النشاشيبي ، إلا أنها ألغيت في 12 كانون الثاني عام 1950 لإزالة الفوارق بين سكان الضفتين .
وفي كانون الأول 1950 أعلن حل مجلس النواب لإجراء انتخابات تشمل الضفتين ، وعدل قانون الانتخاب بان ضوعف عدد أعضاء مجلس النواب وعدد أعضاء مجلس الأعيان .
وقد ترشح 65 شخصا من الضفة الغربية لهذه الانتخابات ، تنافسوا على عشرين مقعدا . وتشكل مجلس النواب الجديد بعد الانتخابات في الضفتين في 20 نيسان 1950 ، ففاز عن قضاء عمان سعيد المفتي وصفي ميرزا سليمان السكر رشاد طوقان محمد المنور الحديد . وعن قضاء السلط صالح المعشر وعبد الحليم النمر . وعن مادبا محمد سالم أبو الغنم وعن اربد شفيق الرشيدات ومحمد حجازي وسليمان الخليل ، وعن عجلون سلمان القضاة ، وعن جرش مفلح المصطفى البرماوي ، وعن الكرك احمد الطراونة وعطالله المجالي وهاني العكشة ، وعن الطفيلة صالح العوران ، معان عمر مطر ، بدو الشمال عاكف الفايز ، بدو الجنوب حمد بن جازي عن القدس عبد الله نعواس وكامل عريقات وأنور نسيبة ، عن بيت لحم توفيق القطان وعبد الفتاح درويش ، عن الخليل عبد الله بشير عمرو ، ورشاد الخطيب ورشاد مسودي ، وسعيد العزة . وعن نابلس قدري طوقان وحكمت المصري ومصطفى بشناق وعبد المجيد أبو حجلة . وعن جنين عبد الرحيم جرار وتحسين عبد الهادي . وعن طولكرم كمال حنون وحافظ الحمد الله . وعن رام الله موسى ناصر وخلوصي الخيري وعبد الله الريماوي . وترأس مجلس النواب عمر مطر .
- اما مجلس الأعيان بعد وحدة الضفتين فقد شكل في 20 نيسان 1950 من كل من توفيق أبو الهدى ، سمير الرفاعي ، فلاح المدادحة ، راغب النشاشيبي ، محمود كريشان ، معارك المجالي ، الشريف شرف ، سلمان التاجي الفاروقي ، محمد علي الجعبري ، عبد اللطيف صلاح ، نوفان السعود ، سليمان طوقان ، فريد أرشيد ، صبري الطباع ، إسماعيل البلبيسي ، حديثة الخريشة ، محمد أبو تايه ، حسين خواجه ، سليم البخيت ، وديع دعمس .
الى اللقاء في الحلقة القادمة ...