انزعج المرشح الديمقراطي باراك اوباما لأن موظفين في وزارة الخارجية الأمريكية قد اطلعوا على ملف جواز سفره واعتبر هذا الفعل بأنه خرق عظيم للخصوصية..طبعاً لم يفوِّت الرجل الفرصة فقد استغل ذلك لصالحه أيّما استغلال وكسب منها تعاطفاً شعبياً كبيراً..
للعلم فقط، تمت معرفة حادثة الاختراق هذه من خلال نظام داخلى في الوزارة ، إذ إنه وفور اطلاع أي شخص على ملف جواز سفر أي شخصية بارزة يُطلق جرس إنذار مباشرة في شبكة وزارة الخارجية...
غريب طبع الأمريكان!!! هنا لا يصرف جواز السفر لصاحبه حتى تنبش كل المعلومات الخصوصية وغير الخصوصية في بث حي ومباشر وأمام كل المراجعين. أبسطها أن كل من يقف خلفك في الطابور سيعرف اسم أمك..فمثلاً عندما تملأ خانة اسم الأم يحاول أن يتأكد الموظف من صحة الاسم ويسألك بأعلى صوته: اسم أمكفزّه؟؟..فتومئ برأسك(نعم) ..ثم يسألك عن معنى فزّه وهو منشغل بلصق الصور الشخصية على الطلب..ولأنك تريد أن تكسب رضاه تحاول أن تشرح له ذلك بالتفصيل الفزّه: هي النهوض السريع المفاجيء، والوقوف العجل، واصلها فزّ ،يفزّ، فزّاً ..فيهز رأسه مقتنعاً ، ثم يطلب منك أن تكتب اسم الوالدة بالإنجليزي فتهجي له الحروف أف أيه دبل زد إيه اتش..فيصحح أحد المراجعين خلفك الاسم قائلاً : أن كلمة فزه بالانجليزي تحتاج إلى زد واحدة..ثم يتناقش الحضور بالتهجئة الصحيحة ..ويستقر بنا الأمر ونختار تهجئة من التهجئات المقترحة..
وعندما تذهب الى الشباك القريب لدفع الرسوم ، يراجع المحاسب بصوت مرتفع الطلب كاملا من جديد : اسمك ورقمك الوطني واسم أمك وعمرك وتاريخ ميلادك ومكان الولادة ..ثم يسألك لويش بدّك الجواز؟ وعندما تشرع بالإجابة، لا يهتم للجواب كثيراً !! ثم يمد يده ليأخذ منك قيمة الرسوم..
هذا ناهيك عن المعارف من المراجعين والموظفين الذين سيسألونك عن ابن خالتك اللي عينه كريمة..وعن مصير سيارة الأوبل القديمة التي كانت ملكك في يوم ما..إذن كما تلاحظون لا خصوصية عندنا فالأمور شوربة على الآخر..
طبع الأمريكان.. لم يتوقف عند اوباما فقط ، هيلاري كذلك انخفضت شعبيتها كثيراً عندما مزطت كذبة ع الريق وقالت : إنها تعرضت لنيران قناصة أثناء رحلة إلى البوسنة عام1996.وتبين من خلال شريط فيديو أن لا وجود لقناصة ولا نيلة في تلك الرحلة..
هذه الحادثة بالنسبة لنا عادية جدّاً..فالكذب في ثقافتنا ملح الرجال : يقال أن أحد المرشّحين للانتخابات النيابية ادّعى انه شارك في حرب ال48 وأسقط طائرة ونسف دبابة بشهادة عشرة رجال عدول كانوا في مقره الانتخابي .. مع أن كل الناس تعرف انه ولد بعد عام .1949.
ahmedalzoubi@hotmail.com