يا بائع (الجاج) نفسي تشتهي (الجاجا).......أغليته وسواد الشعـــب محتاجا
فارفق بنا ، الصبــــــر إنا ســـــــوف نفقده.......لو تسأل الصبر بتنا فيه حــجـاجا
كيلو (الجاج) وصل دينارين! فإذا عرفنا أن الدجاجة تفقد ثلث وزنها عند تنظيفها فمعناه أن الكيلو فعليا هو نحوا من 3 دنانير .. فإذا عرفنا أن معدل عدد أفراد الأسرة الأردنية 5 أفراد ومعدل الدخول 200-300 دينار .. فليس بمستغرب من الآن وصاعدا أن يكون من أحلام ورؤى الأردنيين في مناماتهم هو الإمساك بطائر دجاج أو الحصول على دجاجة ولو بريشها ..أو حتى التشرف بأخذ صورة معها ..هذا ما أوصلتنا إليه سياسات عباقرة الاقتصاد الحر والسوق المنفتح والمنطرح أرضا للمستعمرين الجدد ...الخ.
ومرة زمان انقطع الدجاج وغلا سعره لكن ليس بهذه الصورة البشعة.. وطلبت مني الوالدة أن أحضر للإخوة باعتباري الابن الكبير أو البكر دجاج .. وكم شعرت بالغل والغبن وانكسار الخاطر حينما عدت خالي الوفاض لان السوق كان مقفرا منه تماما ..فليت المشكلة كانت هي غلاء سعره لكنت تدبرت الأمر لكنه كان مقطوعا الله لا يقطع حي!
وعلى طريقة جحا حينما مل من طلب دينه من صديقه فرأى في المنام أن صديقه جاء يعتذر ويعيد له ذلك الدين ففرح .. لكنه لما صحا من نومه على وقع تلك الفرحة إذا يديه فارغتين وإذا الأمر لا يعدو كونه مجرد حلم .. فقد نمت تلك الليلة وحلمت أنني بعد لأي وجهد جهيد حصلت على دجاجة رماها علي الفرارجي وأنا في الطابور بريشها وعدت بها للبيت مسرورا .. لكن ما إن وضعتها على الأرض حتى صار لها جناحين وطارت .. وبعد عناء طويل أعدت العثور عليها من جديد .. ومن جديد هذه المرة بعد أن أعِدّت ونضجت واحمرت عدا عليها قط سمين بحجم كلب سوقي ولهفها فطارت لكن هذه المرة بفم قط ..ولأصحو من حلمي على لا شيء .. فكأنني ما حصّلت إذ حصلتها إلا ذلك العناء في البحث عنها ثم إعدادها وجبة لقط عابر .وما أكثر القطط العابرة هذه الأيام!
وترجمت حلمي ذاك على شكل مقطوعة من المنظوم إليكم ما اذكره منها :
ياهل ترى يا من رأى
يا هل ترى يا من وجد
فتشت في كل الأما
كن طفت اسأل في البلد
يا من رأى لي فرخة
خرجت لهلا لم تعد
بالدور بالطابور قد
حصلتها من بعد كد
وأخذتها في ريشها
خوف التأخر والنكد
يا حسرة من بعد ما
حصلتها ضاعت بدد
ويئست من بحث وعـدت
أجــــــر اذيال الكمد
******
وبذات ليل مقمر
عادت بها يا فرحتي
بيضاء بل شقراء بل
قد لونتها دهشتي
دهش الجميع ببيتنا
أمي صغار الأخوة
وتناولوها كلهم وصـــــ
ـفا وجاءت نوبتي
سبحان من خلق الدجـــا
ج وجل رب العزة
الساق عار والأصا
بــــع مثل نبت المنبت
والريش والعَرف الجميـ
ل وعينها يا حلوتي
تمشي الهوينى إذ تهـز
الراس كالمتنصت
والبيض لا تنساه واذ
كــر صنع رب العزة
المخرج الأحياء من
قلب الجماد الميت
*******
سعدت بها أمي وقا
لـــت طاب طعم المرقة
ساعدها لكم حساء
فـــــــافرخوا يا صبيتي
قمنا بنتف الريش في
فرح عظيم، نشوة
الكل منهمكون في
إعداد أشــــــهى وجبة
لكن ويا أسفاه كا
نت فـــــــــــرحة ما تمت
من بعد ما جهزت وطا
ب مذاقها واحمرت
قط بها متربص شــــــــــــرا
عدا فــــــي غفلة
طارت من الطبق اليتيـ
م وفيه أبقت حسرتي
عرقان مشدوها أقلـ
ب فكرتي في قهرتي
وصرخت بالقط اللئيـ
م ، رمــــيته بالصرمة
وصحوت من حلم على
لاشيء يا للخيبة
وأخذت أرجو ضارعا
يا ذا الـــــــعطا والمنة
يا من خلقت الجاج والصـ
يصان يا ذا النعمة
ابق الدجاج بكثرة
وامحق ثعالب أمتي
رغما عن المستثمريـ
ن وعن سمان الطفرة
يارب رحمتك العظيـ
مة يا عظيم الرحمة
msallamk@yahoo.com