شعور جميل ملأني هذا الصباح ..
إيمان العكور
30-10-2014 06:51 PM
شعور جميل ملأني هذا الصباح عندما هاتفت مكتب وزير الطاقة لأرتب موعد لمقابلته لأمور تتعلق بعملي الجديد ، فأجابت مديرة المكتب ، وعندما عرفت على نفسي ، ضحكت وشعرت بدفء صوتها عندما قالت لي اهلاااااااا مس ايمان ، انت درستيني بمدرسة المعارف . لتذكرني باسمها ليندا كتاوي .. وفعلا عدت بلحظات بالذاكرة الى اكثر من ٢٠ عاما عندما درست اللغة الانجليزية لمدة عامين في كلية ومدارس المعارف في عمان ، كانت من اجمل محطات حياتي العملية وحتى الاجتماعية لانها كانت مثالا للأسرة الكبيرة التي وحتى هذا الوقت وبعد مرور هذا الوقت الطويل لا ازال أتواصل مع العديد من الزميلات الرائعات اللواتي تشاركنا سوية مناسبات عديدة مفرحة ومؤلمة في بعض الأحيان ..
تذكرت ليندا الطالبة الشقية وكأن الزمن توقف ورأيت نفسي أقف امام طلبتي ( شباب وبنات ) كنت اقرب الى الصديقة لهم منه الى المعلمة ، تشاركت معهم بقصص كثيرة ، وحتى الخاصة منها وأحلام الحب والإعجاب التي كان بعضهم يكنها لغيره دون الإفصاح عنها..
قبلها بفترة استوقفتني سيدة جميلة في احد المولات لتقول لي ( مس ايمان العكور) ، ابتسمت فعادة ما تحصل هذه المواقف معي بحكم عملي بالتلفزيون ، ولكن عندما اسمع كلمة (مس) ، تدغدغني مشاعر راقصة تختلف عن اي مشاعر اخرى.. وقتها قالت لي السيدة انا ام فيصل ، انت كنت معلمة ابني فيصل وكان يحبك كثيراً ولا يزال الان عندما يشاهدك بالتلفزيون يتكلم وكأنه لا يزال طفلا في المدرسة .. وقتها وحتى هذه اللحظة وانا اكتب هذه الكلمات تدمع عيني فرحاً ليس بعده فرح.. فيصل اصبح الان طبيبا .. ذلك الصبي الذكي الذي ايضا قفزت صورته من الذاكرة لتحتل الحاضر .. هناك دائماً شعور ونظرة لا تخيب معظم الوقت لدى المدرس في تصور مستقبل اي طالب أمامه ( طبعا الا ما ندر) ..!
امتلأت هذا الصباح بالفخر .. لأني ساهمت ولو بجزء بسيط في بناء مستقبل ليندا وفيصل وغيرهم .. أني علمتهم ولو درسا صغيرا استفادوا منه في حياتهم لاحقا ..
رغم أني لم امضي سوى سنوات قليلة في مهنة التدريس ، الا انها كانت الأكثر ثراءا ، والأمتع والانقى ..!
شكرًا لكل طالباتي وطلابي أينما كانوا ، بالمناسبة عندما اشتريت شقتي كانت من احد طلبتي جعفر العبداللات ( الذي ذكرته كم كان مشاغبا ايام الدراسة ) والذي اصبح نائبا في البرلمان السابق ، وجعفر لم يقصر في تخفيض سعر الشقة إكراما لمعلمته ..
تحية لكل من علمني حرفا ..
فانا حتى اليوم عندما التقي احدى معلماتي لا أستطيع الا ان أعود عشرات السنوات الى الوراء وأشعر بالخجل نفسه الذي كان يتملكني كلما لمحتها خارج أسوار المدرسة .. وانا فعلا على موعد قريب مع احدى معلماتي للغة الانجليزية اللواتي كنت اعشقها والتي جعلتني اختار دراسة اللغة الانجليزية لمدى إعجابي بها ايام الدراسة .. وصدقوني في كل مرة عندما يؤجل الموعد اشعر بالارتياح لأني حتى اللحظة لا اعرف كيف يجب ان أتصرف أمامها لأني أعود طالبة في الصف الاول ثانوي واراها تقف أمامي وانا امتلئ انتعاشا لانها ابتسمت لي اكثر من مرة هذا الصباح ..
مرة ثانية الف تحية لكل معلماتي
وألف تحية اخرى لكل طلبتي ..