تصوروا الباصات بلا كنترولية .. تصوروا أننا سنفقد أهم شخصية تاريخية في عالم «مجمعات الباصات» تنادي على «آخر» راكب .
تصوروا ان نفتقد الصوت الذي يقول لسائق الباص في دعوته لتلقي راكب جديد :»هات هالبريزة» .. تصوروا ان يفقد الباص كنتروله وهو يوعز للسائق للوقوف عند مكان نزول الراكب .
«الكنترول « مظهر اجتماعي واقتصادي فرضته ظروف الباصات ، والاستغناء عن هذه المهنة سيلقي بألاف الشباب الى الشارع .. وسيفاقم الوضع المتردي لمعيشة الأسر الأردنية وسيزيد نسبة المتعطلين عن العمل .
لا أدري بالضبط ما هو المبرر الذي تسوقه الحكومة ممثلة بهيئة النقل للإستغناء عن الكنترول ، ولا أدري لماذا تصر الهيئة في هذا الوقت بالذات الى تأزيم الوضع وأفتعال اشكال مع فئة مغلوب على أمرها وليس لها حول ولا قوة .
وهنا نتساءل : هل هو الاستقواء على فئة ضعيفة ، اما هي غايات تنظيمية بحتة ، أم ان القصة تنطوي على قضايا مخفية لا نعلمها ، ولا يعلمها الا الله .
يجب على الهيئة ان تعترف ان مهنة «الكنترول» مهنة واقعية ، والغاء مهنة معناه الغاء تاريخ والغاء ذاكرة شعبية ارتبطت بالكنترول ، كما هو «الكومسري» لدى الاشقاء المصريين .
نطالب هيئة النقل تنظيم العمل بالنقل وأدواته ومواصلاته وتحسين الوضع المتردي لوسائل النقل ، لكننا نطالبها بأن تعيد النظر بمهنة الكنترول وتنظمها وتضع لها ضوابطها وشروطها وأسسها .
قطع الاعناق ولا قطع الأرزاق .. والاف الاسر تعيش على الدنانير القليلة التي يجنيها الكنترول .. ويشتري بها خبزا لأطفالة او لأمه او لأبيه .
(الدستور)