الرؤية المستقبلية هل تصمد للمتغيرات؟
د. فهد الفانك
29-10-2014 04:23 AM
وزارة التخطيط جادة في محاولة صياغة رؤية مستقبلية للاقتصاد الأردني وحركة المجتمع ، استجابة لتوجيه الحكومة من جلالة الملك صدر في مطلع هذه السنة وتعهدت الحكومة بإعدادها.
الوزارة وضعت عناوين وتصورات اولية ، وشكلت لجاناً متخصصة وعقدت ندوات وخلوات للعصف الفكري ، وأشركت فعاليات القطاعين العام والخاص ، ولم تقصـّر إجمالاً في العمل والإعداد لبلورة الرؤية المستقبلية المنشودة بحيث تكتمل قبل نهاية هذه السنة.
هناك مشكلة تواجه التخطيط الطويل والمتوسط الأجل في الأردن هي كثرة المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية التي لا يمكن التنبؤ بها أو تحديد مداها وتداعياتها. ومما لا شك فيه أن الظروف الإقليمية التي تؤثر بشكل قوي على الأردن اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً قد تغيرت خلال هذه الفترة القصيرة منذ طرح الفكرة.
الرؤية التي كان يمكن طرحها للحوار في بداية هذه السنة تجاوزتها الأحداث والمتغيرات ، ولم تعد صالحة في نهاية هذه السنة ، لأن الظروف والمخاطر والبيئة العامة تغيرت كثيراً ، ومن المحتمل أن تواصل التغير باتجاهات لا يمكن تحديدها سلفاً.
لا يستطيع العاملون على إعداد الرؤية المنشودة أن يرسموا صورة المستقبل المرغوب فيه دون أن يعرفوا ما سيحدث في سوريا والعراق وفلسطين ، وما سيؤول إليه الإرهاب الذي يضرب سوريا والعراق وليبيا واليمن ومصر وغيرها من البلدان العربية المرشحة للأحداث.
نقف الآن على أرض متحركة بفعل الزلازل ، ونعيش في أجواء غير مستقرة تغيرت معها الأولويات ، ولم تعد حواراتنا تدور حول ما نريد تحقيقه من أهداف مرغوبة ، إلى ما نخشى حدوثه ونريد أن نتجنب الوقوع فيه من مخاطر محتملة.
كنا حتى عهد قريب أمة عربية واحدة نعيش في عدة دول وطنية تحت مظلة قومية ، فأصبحنا اليوم ُسنة وشيعة وأكراداً وحوثيين ومسيحيين. وكنا نشكو من تقسيم الهلال الخصيب من قبل الإنجليزي سايكس والفرنسي بيكو فصرنا نترحم على سايكس بيكو ، ونطالب بوحدة العراق ووحدة سوريا. ورفضنا الفوضى الخلاقة لكي نصنع الفوضى المدمرة.
(الرأي)