سيدة كان لديها ثلاثة أبناء الاول "دكتور"، والثاني "مهندس"، والثالث سادس "ب" .. وكانت أمنيتها الوحيدة أن تزوجهم في يوم واحد..
طبعا الدكتور بده "دكتورة" ، والمهندس بده "مهندسة" ، اما السادس "ب" إن شاء الله معها شلل أطفال، مش مهم المهم أنها تعرف "تطبخ".. وبعد جهد جهيد خطبت لأبنائها كل حسب طلبه، ولم يمض سوى أشهر معدودات حتى حان موعد زفافهم وفرحت بهم جميعا، وتحقق منالها..
"مش غشيمين" في اليوم التالي من زفافهم ذهبت لتطمئن على أحوالهم، وكانت البداية من عند "الدكتور" ، وحين وصلت اليه وجدت "زقمه" أطول من طريق عمان – العقبة فقالت له: مالك ياولد، فرد عليها قائلا: "تيتي تيتي مثل مارحتي مثل ماجيتي" !! فقالت له: مافهمت عليك ؟! فقال لها: من وصلنا الدار وهي، تحممت، تعقمت، أخذت مطعوم الحصبة، معك شهادة خلو أمراض، دارك كلها مايكروبات، أنا ما بعيش هون، ممنوع تلمسني، الأيبولا منتشر، فقلت لها: شو "أيبولا" وما "أيبولا" ونحن في ليلة مفترجة ؟! فقالت: أنت دكتور عظام، ولا أعتقد أنك لك أدنى دراية بمخاطر الامراض المعدية والسارية، فقلت لها: عظام، عظام، شو المطلوب هسّة، فقالت: تعقيم المنزل مثلما يتم تعقيم غرف العمليات، فقلت لها: أبشري، لا بعقم ولا ما يحزنون، من بكرة بنقضي شهر العسل بال "سي سي يو" ؟!!
خرجت الام من منزل ولدها الدكتور وهي تندب حظه العاثر ، وتوجهت مباشرة الى منزل ابنها المهندس فوجدت "بوز" الآخر 3 كم، فقالت له: يا ستار، فقال لها: الله وكيلك، "لارُحنا ولا جينا بدنا نرجع مصارينا" ، فقالت له: ما فهمت عليك، فقال لها: أوّل ما دخلنا الدار سألتني عن مخارج "الطوارئ"، فقلت لها: ما في، ثم سألتني عن أجهزة الانذار المبكر، فقلت لها: ما في، ثم سألتني عن مخطط المنزل: فقلت لها: ما في، ثم سألتني: عن طفايات الحريق، فقلت لها: ما في، فقالت لي: هذا المنزل غير آمن لحياتنا، ولن تلمسني قبل أن تتخذ جميع الاجراءات الاحترازية ضد الزلازل والبراكين !! وها أنا يا أمي أنتظر زملائي في الشركة لتنفيذ المطلوب، وقد طلبت منهم احتياطيا أن يحضروا جهاز مقياس الزلازل "ريختر" حتى لا يكون لها أي "حجة" مستقبلا في عدم ممارسة علاقتنا الزوجية !!
خرجت الام من منزل المهندس، وتوجهت مباشرة الى منزل ابنها "السادس ب"، وقبل أن تصل الى باب المنزل سمعت صوت ابنها ب "هيجن"، وصوت زوجته ب"تزغرد"، فاستبشرت خيرا بأن الثالثة ثابتة، وحين دخلت سألتهما عن سر سعادتهما ؟! فزغردت العروس مباشرة في إشارة مبطنة على أن كل شيء تمام !!
فقالت الام: تعرف يا ولد، صحيح أنك بالفهم على باب الله ، بس قسما عظما أنك ما بتشبه إلا هالمسؤول، من دون أي احتياطات، ومن دون أي رؤية مستقبلية، ومن دون أي تعقيدات، كلاكما من أوّل يوم أعلن أنه "بطل" ؟!!
(العرب اليوم)