بعدما فشلت أمريكا بمخططها الجديد في الشرق الأوسط وهي التي تعودت أن لاتفشل لها خطة ابداً؛ بحكم معرفتها أن الطرف الأقوى يفرض نجاح خطته على الطرف الأضعف مهما كانت خطته غير واقعية ومبنية على معلومات من نسج الخيال مثل الهلع والخوف من رعب العالم من أسلحة الدمار الشامل التي كان يملكها صدام حسين - رحمه الله-كما كانوا يزعمون، وهم الغربيون صدقوا وإن كذبوا حسب قانون الغاب الأممي المجيد الذي تسوسه الأمم الملتحدة.
لم تطق أمريكا أن ترى خطتها في هدم الدول العربية تفشل بنسبة كبيرة فعادت لخطتها القديمة وهي مكافحة الإرهاب، أي أنها عادت للمربع الأول الذي رسمته بعد أن خلصت من تفكيك الأتحاد السوفييتي مما يبدو أن كل مربع شرير يكون عمره عشر سنوات ثم يتم الإنتقال بسلاسة عير الماكينة الإعلامية الامريكية الرهيبة للمربع الذي يليه دون أن يلاحظ أحد، وإن لاحظ أحد (فسيبلط البحر) لأنه أمام جبل من الشر لا يرحم ويؤمن بالذبح ويشتاق لرائحة الدماء في سبيل السيطرة على مقدرات العالم .
علماء التكنولوجيا الأمريكية منحوا ساستها إمكانية إحتلال الكرة الأرضية بسهولة ودون مقاومة وهذا ماجعلها تنشر العشرات من قواعدها العسكرية في الكثير من دول العالم كخطوة أولى إستباقية للتمهيد لهذا المشروع الإستحواذي للسيطرة على ماء وغذاء وطاقة الأرض التي لم تعد كريمة كما كانت وسيغطي الشح كل خيراتها السابقة ..
حديث هنري كيسنجر الأخير هو حديث عن المربع الأخير في الخطط العشرية الأمريكية لذلك يبدو مضحكا للعرب العاجزين عن فك طلاسم المربع رقم واحد بل كانوا أصلا لا يتخيلونه ( أن تتبنى أمريكا الجهاد الأسلامي وتصنع قادته وتغرس حربته في نحر الدب الروسي) كان هذا المربع فوق خيال وتصور أي عربي أنه مجرد قطعة من حطب يُرمى في موقد شواء أمريكي ؛ وسيظل العرب كذلك إلى أن يشاء الله بقدرته أن يفيقهم لمعرفة عدوهم الحقيقي ..
الأفعى "كسينجر" للمتتبعين جرته في الرمل وفي كتاب ( أحجار على رقعة الشطرنج) يكتشفون بين سطوره أن خارطة الشر الأمريكية الحربية تشبه رقعة الشطرنج إذ لا يمكن الوصول لقتل الملك ووزيره قبل قتل الجنود ومايليهم، ودون جهد فكري كبير تستطيعون معرفة من هم (الجنود/الدول ) على رقعة شطرنج كيسنجر!
طبعا العرب -للأسف - ستكون دولهم أول صف جنود يُلقى به خارج رقعة الشطرنج رغم أنه صاحب مخازن الطاقة العظمى لكنه يبعثرها على شكل هبات؛ فكل كلب نبح يلقمونه برميل نفط ثم يسكت ..
وخرج الآن العرب من نفطهم ومن اللعبة بأكملها وهم يعضون أصابع الندم على عدم التحضير الجيد للدروس السياسية المصيرية ،غير أنهم عاجزون عن قراءة الكتب فهم عاجزون عن قراءة الأحداث وهذة أشد حالات الأمية مرارة وحسرة ،
اللهم سلم سلم !! "الراي"
@hindkhlaifat
Hindkh79@yahoo.com