هناك أسباب حقيقية تدعو للقلق من داعش وإيبولا ، وكل التطمينات الحكومية لا تقنعنا بأن الخطر ليس ماثلاً ، وأن علينا أن نتصرف على هذا الأساس ليكون الأردن محصناً ضد داعش وإيبولا.
داعش ما زالت بعيدة بعض الشيء ، وعليها أن تهزم العراق وسوريا واميركا قبل أن تصل إلينا ، وحتى لو وصلت فإن الذي مكـّن كوباني من الصمود في وجه داعش ، مع أنها بلدة صغيرة محدودة الإمكانيات ، يمكـّن الجيش والدرك والأمن من صدهم على أعقابهم. المهم أن لا يكون عندنا طابور خامس يفتح لهم الطريق.
إيبولا لا تقل خطراً عن داعش. صحيح أن الأردن ما زال خالياً من المرض الخطير ولكن إلى متى؟ وإذا كانت أميركا بكل إمكانياتها لم تستطع أن تمنع إيبولا من الوصول إليها ، فإن الأردن أكثر تعرضاً وأقل استعداداً وقدرة على المواجهة.
إيبولا وصلت إلى لبنان لكثرة المغتربين اللبنانيين في بلدان غرب إفريقيا وخاصة ليبيريا وغانة وسيراليون ، وإذا وصلت لبنان فإن الأردن وسوريا لن يكونا بعيدين.
في مقابل المغتربين اللبنانيين في أفريقيا يوجد لنا قوات حفظ السلام في غرب أفريقيا ، وهؤلاء يأتون إلى الأردن لقضاء إجازاتهم مع عائلاتهم أو لإحلال غيرهم مكانهم ، ومن يدري إذا كان بعضهم يحمل الفايروس الخطير.
حماية الأردن من إيبولا تتطلب استعدادات وقائية عديدة لا تقوم بها وزارة الصحة وحدها بل جهات عديدة أهمها الخدمات الطبية الملكية لحماية أفراد قوات حفظ السلام وإعداد التجهيزات اللازمة لحماية الاطباء والممرضين الذي يتعاملون مع المرض أو المشتبه بهم ، فضلاً عن استعداد المستشفيات لإعداد أماكن عزل مناسبة.
الأردن خال من مرض إيبولا ، ولكنا يجب أن لا نفاجأ إذا علمنا أن الفحص المخبري لشخص ما أعطى نتيجة إيجابية ، خاصة إذا كان الشخص المعني قد اختلط مع 40 من أقاربه وأصدقائه قبل أن تظهر عليه أعراض المرض.
عدد الإصابات في بلدان أفريقيا الثلاثة تجاوز عشرة آلاف ، توفي نصفهم ، ومن المنتظر أن ترتفع هذه الأعداد التي تتضاعف كل ثلاثة أسابيع.
الدول الافريقية المبتلاه بهذا الوباء الخطير لا تملك إمكانيات مواجهة المرض ومنع انتشاره ، وبالتالي فإن الخطر ليس محلياً بل عالمي ، وكذلك مسؤولية مواجهته.