شاء طيب الذكر استاذنا المرحوم محمود الكايد رئيس تحرير (الرأي) في مطلع الثمانينات بأن أقوم بتغطية نشاطات مجمع النقابات المهنية, حقاً ان المهمة كانت صعبة وشاقة, فالحياة البشرية مستمرة يومياً نهارا وليلا حتى مطلع الفجر في هذا المنبر المهني الوطني والقومي والديمقراطي في تلك الايام المجيدة ..حصار بيروت .. والحرب العراقية الايرانية ..والانتفاضة الفلسطينية الاولى وغيرها من الاحداث العربية والعالمية التي كانت الشغل الشاغل للنقابات المهنية الاردنية .

مع كل ذلك فقد كانت المتعة تتفوق على التعب يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر وسنةً بعد سنة وعلى مدى أكثر من عشرين عاماً.. ولذا لم أقل (آخ) لرؤسائي.. ولعائلتي ،ولا لأي أحد يوماً... معلناً حبي لهذه المؤسسة الوطنية والديمقراطية وقادتها الكبار وهم كُثر ومن جميع الأطياف ويعرف حبي (المعلن) هذا القاصي والداني , لقد حدث ذلك الحب للنقابات.. ونقبائها عندما كانوا بلا سيارة وبلا سائق على حساب النقابة وبلا مياومات سفر لمدن جميلة وخلابة في هذه الدنيا الواسعة .
ما علينا ..
في جعبتي اليوم ..ومن ايام فاتت نقابيون افذاذ لنقابات كانت لها هيبتها وصيتها الكبير في داخل الاردن وخارجها وترفع لهم القبعات في بلدهم وكل البلدان ..

الحكاية الاولى في هذه العجالة الصحفية عن الدكتور جميل مرقة نقيب الاطباء ...فقد استدعى وزير الصحة (....) نقيب ومجلس نقابة الاطباء وعلى عجل لمقابلته وهذا ما جرى حيث تم اللقاء وفي ساعة مبكرة فوجدنا معاليه في استقبالنا ولكنه كان وكما يبدو منتقع الوجه غاضبا وبعد ان جلسنا قليلا بادر بسؤال النقيب ..والمجلس :لماذا طلبتم من اتحاد الاطباء العرب طرد نقابة مصر من الاتحاد ..؟! فرد عليه الدكتور مرقة فورا ودون تلكؤ :لان نقيب اطباء مصر سافر مع السادات الى القدس المحتلة فرد.. عليه وزير الصحة ارسلوا كتابا للاتحاد يلغي كتابكم فرد عليه نقيب الاطباء :مش شغلك ....!!

الحكاية الثانية عن الدكتور حسن خريس فقد جاءه عامل الهاتف قائلا له: دولة رئيس الوزراء يريد ان يكلمك فقال له قل له :لا يريد ان يكلمك وعندما تلكأ عامل الهاتف في تنفيذ طلب النقيب مقترحا ان يقول لدولة الرئيس انه خارج النقابة فرد عليه النقيب الدكتور خريس :مثل ما قلت لك..!

الحكاية الثالثة :فقد تنادى نقباء النقابات الصحية للاطباء والصيادلة واطباء الاسنان والممرضين والممرضات للقاء وزير الصحة (...)بشأن فرض قانون المسؤولية الطبية والصحية على العاملين في القطاع الصحي وعندما التقو بالوزير قال له الدكتور محمد العوران نقيب الاطباء والدكتور فضل نيروخ نقيب الصيادلة والدكتور هاشم الغرايبة نقيب اطباء الاسنان ونقيب الممرضين والممرضات محمد عقل : يجب ان يخرج هذا القانون من البيت النقابي وليس من وزارة الصحة مضيفا الدكتور فضل نيروخ :انت ما الذي تعرفه في علم الادوية ..!!

الحكاية الرابعة والاخيرة : فقد انطلقت نقابة الاطباء البيطرين في مسيرة حاشدة من مجمع النقابات المهنية الى رئاسة الوزراء ..وسيرا على الاقدام ، والتقوا نائب رئيس الوزراء معن ابو نوار فوجدوه غاضبا قائلا لنقيب طيب الذكر الدكتور احمد العجلوني : احمد ..لاتنسى انك موظف ...فرد عليه النقيب العجلوني : على كندرتي مضيفا:اشهدوا يا صحفيين وهنا اشطت معالي نائب الرئيس قائلا ليخرج الصحفيون من اللقاء ولم يكن في هذا اللقاء الا العبد الفقير فرد العجلوني اذا خرج الصحفيون سنخرج من اللقاء..

ايام كانت واعدة.. ورائعة لنقباء ونقابات لا يمكن ان تنسى، ونتمنى ان تبقى الحال لنقاباتنا ونقبائنا حقا هناك كثير من النقباء الحاليون واعدون واخرون لا نستطيع الا ان نطلق عليهم : عظم الله اجركم ..!