حمى الله المحروسة مصر .. ولكن
اسعد العزوني
26-10-2014 09:22 PM
مهما إختلفنا أو إتفقنا مع القيادة في المحروسة مصر ، أي قيادة ، تبقى المحروسة مصر أمنا التي نحرص عليها ، حرصنا على أنفسنا ، ولأننا بتنا عاجزين حتى عن حماية أنفسنا ، فإن ذلك إنعكس على وضع المحروسة مصر ، وقد تعرضت مصر سابقا للعديد من الضربات التي لم تأت من غريب ، بل من قريب ، وهذا ما سهل مهمة الرئيس المقتول السادات ، لفصلها عن العالم العربي ، وبالتالي أصبح العرب مكشوفين تماما ، إذ لا سلام ولا حرب بدون مصر .
وليس من نافل القول أن الأم يغفر لها كل الإساءات ، إلا أن تضبط مع غريب ، فعندها تنقلب الموازين ويضيع المقدس ، ومع ذلك ولأننا سنبقى نحب مصر ونعشقها دورا قوميا ليس إلا ، نشعر بالخيبة لأن أصحاب القرار جعلوا من مصر كما نرى الآن ، مستندا ومتكئأ تتكيء وتستند عليه إسرائيل ، ولعل أكثر ما ألحق بنا الأذى تلك الدبلوماسية الإسرائيلية التي خاطبت الرئيس السيسي بالقول : سر وكل "الشعب "الإسرائيلي يؤيدك!!!؟؟؟
الوحدة قوة والقوة في الوحدة ، وبسبب تفرقنا أصبحنا هدفا لكل مغامر ، وها نحن قد دخلنا في مرحلة الشرق الأوسط الجديد أو الكبير أو الوسيع لا فرق ، بعد أن إكتوينا بنار معاهدة سايكس- بيكو التي قسمتنا قبائل وعشائر وحمايل ، نقاتل بعضنا بعضا ، ونتصالح مع عدونا .
نعود إلى أمنا المحروسة مصر ، فقد إنسحب عليها ، ما إنسحب علينا ، وها هي على مذبح التقسيم والشرذمة ، ولكن بعد إنهاكها عسكريا وإقتصاديا وإجتماعيا ، لتكون ضربة التقسيم سهلة وبدون مقاومة .
المطلوب أن تكون المحروسة حسب مشروع الشرق الأوسط الكبير ،هي الكنز،بمعنى الهدية الكبرى ، لأن إضعافها يعني توجيه الضربة القاضية المميتة للعرب كل العرب ،ويقيني أن ذلك سيكون عقابا للجميع لأننا لم نصن مصر ولم نحفظها ، بحمايتها من الإنزلاق هنا أو هناك كما فعل السادات ومن بعده اللامبارك الذي عزز التواجد الصهيو – أمريكي فيها ورهنها ،وها هو الرئيس السيسي يسير على نفس الخطى.
ولكن يبدو أن المحروسة مصر ستكون من بواكير العبث الصهيو –أمريكي في المنطقة ، وكما أسلفنا فإن إغراق مصر في الفوضى، بدأنا نتلمسه آسفين ، بعد التحولات الأخيرة التي جرت في مصر ، ولا نريد المناكفة وتحميل المسؤولية لهذا الطرف أو ذاك، فالمجرم يعرف نفسه حتى لو لم يتم كشفه للعامة.
ما حدث قد حدث ،وقد فاز الأعداء في السيطرة على مصر ، ولم يبق لنا نحن محبي المحروسة الحقيقيين ، إلا أن نتحسر على حالنا بعد مصر ، فالمصيبة أكبر وأشد مما نتصور أو يتخيله البعض.
ما هو مخطط لمصر بعد خطف ثورة شعبها ، هو فتح باب جهنم عليها لإرباكها ، وإشعال النار فيها بعرقنتها " العراق"، وسورنتها "سوريا " ، ولبننتها "لبنان"، ويمننتها "اليمن .
وما الحادث الإرهابي الإجرامي الأخير الذي تعرض له عدد من جنود مصر الأشاوس ، وما سبقه من جرائم إرهابية ، إلا غيض من فيض ستتعرض له المحروسة مصر ، لتفتيتها إلى دويلات وكيانات إثنية عرقية مسيحية إسلامية نوبية .
إسرائيل ليست بعيدة عن المشهد الدامي الإجرامي الذي يجري وسيستمر في المحروسة مصر ، لأن هذه الإسرائيل لن يهدأ لها بال ، حتى ترى الدول العربية كيانات إثنية وعرقية ، تمهد لها الإعلان عن نفسها دولة خالصة لليهود ، ولم لا وقد أصبح الشرق الأوسط خليطا مفسخا من القوميات والإثنيات؟
مناشدة العرب لحماية وإنقاذ مصر المحروسة لم تعد تجدي نفعا ، لعدة أسباب داخلية وخارجية ، إذ أن مصر الآن لم تعد الدولة المتفق عليها ،بل أصبحت مختلفا عليها بفعل التطورات الأخيرة التي حدثت فيها ، ولا نريد تقليب المواجع.