معظم الأردنيين لا يعرفون الكثير عن الفنادق اكثر مما عرفه مشاهدو مسلسل "صح النوم" الذي اخذ شهرة في سبعينيات القرن الماضي يوم كانت الدراما التلفزيونية العربية في بواكيرها ويغلب على استخدامها التلميح من بعيد لوجود أمل لدى الناس في من يديرون الشأن العام.

الفندق الذي ادارته نجاح حفيظ "فطوم حيص بيص" كان مسرحا للمشاهد والاحداث في المسلسل الذي تابعه المشاهد العربي وابدع خلاله فريق العمل في اجتذابنا لنتمسمر امام الشاشات التي كانت تصور لنا الصراع بين قوى الطيبة والخير والبساطة والالاعيب والمقالب والشر الناعم التي ابدع الثنائي الفذ نهاد قلعي ودريد لحام في تجسيدها.

في تلك الايام اكتسب غوار شهرته من الموهبة التي ابداها وقدرته على عرض الوجه الخفي الذي يحرص الكل منا على مداراته واخفائه عن عيون الآخرين. لقد كان اول تمارين تعريتنا امام انفسنا في قوالب ساخرة يوم كانت الجدية علامة الزمان الفارقة.

قبل ايام وفي وسط حملات الترويج السياحي سيطرت على الرأي العام الاردني قصة الاسرة الاردنية التي قيل انها عانت من تسمم اثناء اقامتها في احدى المؤسسات المعنية بالضيافة وكان ان تضاربت الآراء حول صحة الرواية وعدمها.. وتحول الموضوع لجدل وسفسطة حول صحة القصة ومغالطاتها متجاهلين الازمة الفندقية التي لم تكن القصة الا بُعداً من ابعادها.

بالرغم من جهود وخطط ومؤتمرات التطوير ﻻ تزال تكلفة الاقامة في الفنادق الاردنية اعلى من كل جاراتنا بكثير. المواطنون يفضلون قضاء اجازاتهم في تركيا وشرم الشيخ اكثر من الذهاب الى العقبة او البحر الميت لأسباب كثيرة ليس اقلها ارتفاع كلفة الاقامة.

البعض يرى ان كلفة الاقامة عائدة لارتفاع تكلفة الخدمة؛ ففي البحر الميت يقول رئيس جمعية الفنادق الاستاذ ميشيل نزال ان قيمة فاتورة الكهرباء للغرقة الواحدة تصل الى خمسين ديناراً يومياً ولم يسمح للفنادق باستخدام الطاقة البديلة مما اثار استياء المستثمرين في القطاع.

مجموع الليالي السياحية متواضع جدا فهو لا يتجاوز 23 ألف سرير مقارنة برقم يزيد اضعافاً في تونس أو لبنان...

بالرغم من ميزة الامن والامان والطقس المميز ووجود ميزات جذب طبيعية لا توجد في دول واماكن اخرى الا ان الوضع لم يتغير كثيرا لا في البترا ولا العقبة او البحر الميت.

قصة المكان التي ينبعي ان يعرفها الادلاء ولا يجتهدون فيها مفقودة. فقد يقول لك الدليل في البترا إن المدينة بناها الانباط ولا يعرف من اين جاءوا.

الادلاء يبرمون صفقات مع مراكز بيع التحف فيوقفون الباصات عند محلاتهم مقابل عمولة تصل الى 60% في بعض الاحيان.

كذلك السيارات والمطاعم... بعض المرافق في مناطق الجذب بدائية...

اظن ان السياحة هي اهم موارد البلاد وينبغي ان تستثمر بشكل يفوق استعداداتنا الحالية وبافاق سياحية اوسع واعمق مستفيدين من تجارب العالم.

من المحزن اننا لم نستفد كثيرا من الميزات الطبيعية والتاريخية والمناخية لنحقق ضعفي العائد الحالي..

الآفاق التي تحملها السياحة اذا ما قفزت الى اولوياتنا اهم من المناطق التنموية وكل الاستثمارات الظاهرة والخفية التي نديرها.