عمون - (أ ف ب) - اعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الجمعة ان اكثر من الف مقاتل من المعارضة السورية سينتقلون الى عين العرب (كوباني) لمساعدة الاكراد الذين سارعوا الى التشكيك بذلك مفضلين فتح جبهات اخرى تخفف الضغط عنهم.
وفي حين يبقى وصول المقاتلين من تنظيم "الجيش السوري الحر" فرضية، من المتوقع ان تستقبل عين العرب الاسبوع المقبل عشرات المقاتلين من قوات البشمركة التابعة لسلطات اقليم كردستان العراق.
ومن المتوقع ان يعبر هؤلاء تركيا للانتقال الى عين العرب التي تبعد كيلومترات قليلة عن الحدود التركية ويحاصرها تنظيم "الدولة الاسلامية" منذ حوالى اربعين يوما.
وفي تالين، قال اردوغان ان المقاتلين الاكراد في عين العرب سيتلقون تعزيزات من 1300 مقاتل من "الجيش السوري الحر" المعارض لنظام دمشق مشيرا الى محادثات "لاختيار الطريق الذي سيسلكونه".
واوضح ان 150 مقاتلا كرديا عراقيا من البشمركة فقط سيتوجهون في نهاية المطاف الى عين العرب عبر الاراضي التركية.
وقال اردوغان "تبلغت للتو ان عدد البشمركة تقلص الى 150" بعد ان كان عددهم 200.
لكن رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم نفى بشكل قاطع هذا الامر قائلا "انه امر غير صحيح. لا يوجد اي تصريح للجيش السوري الحر حول اتفاق كهذا" متهما تركيا بانها "تريد زرع الغموض".
بدوره، قال نواف خليل، المتحدث باسم حزب الاتحاد الديموقراطي، ابرز الاحزاب الكردية السورية، "كيف يمكن ل(الرئيس التركي رجب طيب) اردوغان ان يتواصل مع حزب وصفه قبل عدة ايام بانه ارهابي؟ كيف يصف حزب الاتحاد الديموقراطي بالحزب الارهابي ويعود بعد عدة ايام ويقول انه ينسق مع الحزب لادخال الجيش السوري الحر الى مدينة كوباني؟".
وتساءل لم لا تتوجه مجموعات الجيش الحر التي تريد الدخول الى عين العرب، و"تقاتل في مدينة حلب التي تكاد تسقط بين ايدي النظام".
على صعيد اخر، اعلن الجيش الاميركي الخميس ان الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا حوالى 6600 طلعة جوية ضد تنظيم الدولة الاسلامية واعلن قائد عسكري ميداني في المعارضة السورية المسلحة ان قوات من الجيش الحر ستدخل خلال 36 ساعة عين العرب فور الحصول على موافقة المقاتلين الاكراد وسواهم الذين يدافعون عن المدينة.
على صعيد اخر، اعلن الجيش الاميركي الخميس ان الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا حوالى 600 غارة على مواقع الدولة الاسلامية والقوا اكثر من 1700 قنبلة منذ بداية الحملة الجوية.
واستعاد المقاتلون الاكراد السيطرة على تلة تقع غرب المدينة بعد غارة استهدفت مسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية" الذين كانوا يسيطرون عليها، كما افاد مصور وكالة فرانس برس.
وشاهد المصور الموجود في الجانب الآخر من الحدود اربعة من عناصر التنظيم المتطرف الذين كانوا يتمركزون على هضبة تل الشعير الواقعة غرب المدينة الكردية حين بدأت الغارة قرابة الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي.
وما ان سمع مسلحو تنظيم الدولة هدير الطائرات المغيرة حتى تركوا اعلى التلة وركضوا للاحتماء في خنادق يرجح ان المقاتلين الاكراد الذين كانوا يسيطرون على هذا الموقع هم الذين حفروها، كما اضاف.
وبعد الغارة شاهد المصور مسلحي التنظيم المتطرف وهم يفرون في حين تقدم المقاتلون الاكراد واستعادوا السيطرة على التلة.
ولمدينة عين العرب السورية الكردية المجاورة للحدود مع تركيا اهمية رمزية لمقاتلي الدولة الاسلامية وللتحالف الدولي على السواء، ما يجعل المسؤولين الاميركيين في القيادة الوسطى يتوقعون استمرار هجوم مسلحي التنظيم.
وقتل 553 شخصا في سوريا غالبيتهم الساحقة من المسلحين المتطرفين غير السوريين في ضربات التحالف الدولي.
ولمنع سقوط عين العرب، يلجا الائتلاف الدولي منذ 23 ايلول/سبتمبر الى شن غارات بشكل شبه يومي تقريبا.
وفي العراق، دمرت قوات التحالف الدولي ليل الخميس الجمعة مستودع اسلحة ومركز تدريب في منطقة كركوك بشمال العراق اثناء غارة قالت قيادة الاركان الفرنسية انها كانت مكثفة.
وصرح قائد اركان الجيوش الفرنسية بيار دو فيليي لاذاعة "اوروبا1" صباح الجمعة "الليلة الماضية نفذنا عملية كبيرة في العراق".
واوضح الجنرال ان الغارة التي شاركت فيها طائرات "رافال" التي ارسلتها فرنسا في اطار التحالف، سمحت بتدمير مبان كان مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية "ينتجون فيها عبوات مفخخة واسلحة لمهاجمة القوات العراقية".
واضاف ان "حوالى سبعين قنبلة القيت واطلقنا 12 قنبلة مسيرة بالليزر واصبنا الهدف" مؤكدا "اظن ان بامكاني القول اننا آلمناهم هذه الليلة وكانت العملية ناجحة".
ردا على سؤال فرانس برس اكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان التنظيم الاسلامي تكبد خسائر في صفوفه، وذلك في اعقاب لقاء مع الجنرال الاميركي جون الن المكلف تنسيق جهود التحالف الدولي ضد التنظيم الاسلامي المتطرف.
ورغم ذلك، حقق التنظيم المتطرف تقدما في الايام الاخيرة مع محاصرة جبل سنجار في الشمال مجددا.
كما احرزت "الدولة الاسلامية" تقدما اضافيا الخميس في محافظة الانبار في غرب العراق، حيث تواجه القوات العراقية والعشائر المساندة لها مزيدا من التراجع.
لكن وزارة الدفاع الاميركية اعلنت ان الجيش العراقي ليس قادرا بعد على شن هجوم مضاد واستعادة المناطق التي سقطت في ايدي تنظيم "الدولة الاسلامية".