لا أحد في الوسط الرياضي يتقبل الشغب وتداعياته، وكثيرة هي الندوات التي عقدت من أجل اجتثاثه من ملاعبنا الرياضية، مع أن الحالة -وبحمد الله- لم تصل الى حد الظاهرة.

في الاعلام سال الكثير من الحبر لتسليط الضوء على مشاهد الشغب التي تطل برأسها -المقزز- بين الحين والآخر، وأنبرى الزملاء لطرح الحلول الناجعة وفي مقدمتها تغليظ العقوبات على من يقوم بالشغب أو يدعو اليه، لكن ما يثير الغرابة أن تلك الدعوات الناصحة وفي كثير من الآحيان تتحول الى نقد وهجوم على الجهة التي أوقعت العقوبة، واستناداً الى الميول النادوية للاعلامي -للآسف- هي حالات تبرز آحياناً!.

أمس رتب الصديق فادي زريقات أمين عام اتحاد كرة القدم جلسة -غير رسمية- لرئيس اللجنة التأديبية في الاتحاد ومقررها مع مجموعة من الاعلاميين بهدف طرح التساؤلات كافة وتوضيح آلية العمل التي تتنهجها اللجنة.

ما لفت الانتباه الحديث المتزن والواثق لرئيس اللجنة المحامي قيس زيادين، وتأكيده على التعامل مع الأندية كافة بنفس المقدار من العدالة واستناداً الى التعليمات، فهو يعشق ألوان قوس قزح كافة ولا يفضل أحدها على الآخر، وفي ذلك اشارة الى حيادية عمل اللجنة وعدم تأثرها بأي أهواء.

زيادين الذي تخرج من لندن وساهم بصياغة أنظمة وتعليمات الدوري الانجليزي وزاد على ذلك خبرات متراكمة في المجال القانوني كان واضحاً بتأكيده على أهمية الحيادية في التعامل مع كل الأحداث والوقائع واستناداً الى لائحة تعليمات الموسم، وشدد على ان اللجنة تعمل بإستقلالية تامة وتصدر قراراتها بناءً على تقارير الحكام والمراقبين.

خلاصة ما خرجت به من الجلسة، قناعة مترسخة أن الانطلاقة الحقيقية للقضاء على أي حالات خارجة عن النص في ملاعبنا تبدأ بدعمنا المطلق لقرارات اللجنة التأديبية .. وهنا بيت القصيد.
(الرأي)