قرية زينب .. الصورة والمعاناة
د.مهند مبيضين
21-10-2014 02:01 PM
أحسن الزميل أحمد الحراوي في تقريره المنشور في الدستور أول أمس عن قرية زينب في لواء الجيزة، والذي بسط واقع الحال لمعاناة أهل القرية الذين ملوا من الوعود، بعد أن شاحت كل الحكومات ووزارات التربية وجوهها عنهم منذ العام2006 حيث الوعد بتوسيع المدرسة الثانوية في البلدة.
ربما كانت الصورة أكثر فظاعة مما صورها التقرير، ولو كان الأمر حصراً بمركز صحي أو طريق زراعي، لقلنا «كفى الله المؤمنين شر القتال»، فذلك ليس من الأولويات، لكن الأمر متصل بالتعليم الذي هو رأس مال الأردني وعنوان مستقبل أولاده، فما ذنب طلاب هذه المدرسة التي قال التقرير أنه بنيت منذ العام 1972 وان الحصص تقسم فيها؛ لأن الصفوف تُجمع كل صفين في غرفة، وأن الحصص خفضت إلى اربعين دقيقة ولكل صف منها عشرون دقيقة، وهنا نسأل أين هي وعود التطوير والتحسين في البيئة المدرسية، وإذ كان الوضع كما وصفَ، وبينته الصورة المنشورة، كيف لنا أن نتحدث عن العدالة في التعامل مع مخرجات التعليم المدرسي عند القبول الجامعي.
نقول لوزير التربية المحترم الراغب بالإصلاح: إن مدرسة قرية زينب لا تنتمي للقرن الواحد والعشرين، وأن طالباتها وطلابها ومعلميها مظلومون، وأن السعي إلى العدالة والإنصاف ليس غريباً عليه، كي ينصفهم، وأن يبدد مخاوفهم ويعدل بينهم وبين بنات وأبناء عمان وغيرها.
إن معاناة مدرسة قرية زينب الثانوية للبنات، لا تنحصر في البناء وضغط القاعات، لكنها في بعض صفوفها كما أشار التقرير بعض غرفها الصفية زجاجها متكسر، والبرد قد دخل المنطقة، وبرد الجيزة لا يعرفه إلا أهلها، والسؤال أين المؤسسات الخاصة وشركات الاتصالات من ممارسة مسؤوليتها الاجتماعية؟ وأين وعود التنمية وأين أموال المنحة الخليجية؟ أسئلة كثيرة لا يجيب عليها إلا تعبيد شارع عبد الله غوشه كل عام، لأن أهل المنطقة والمارين منه في عمان ينزعجون من بعض المطبات؟ فلله دركم يا أهالي وطالبات قرية زينب.
مدرسة زينب الثانوية للبنات تدرس على نظام الفترتين الصباحية للبنات والمسائية للبنين، علماً بأن هناك قطعة أرض مملوكة للوزارة بمساحة عشر دونمات والوعد بانتظار تحقيقه للبناء منذ العام2006. والمدرسة بدون أذنة لتنظيفها، أو سور يحمي الطلبة بحسب تقرير الدستور وساحة المدرسة كما تشتهي عقليات التطوير التربوي فقد اصبحت «مرتعا للكلاب الضالة والحيوانات السائبة وبعض الاغنام التي تصول في ساحة المدرسة» هكذا يولد الإبداع وهكذا يقول البعض بإلغاء مكارم التعليم، وهكذا تتساوى هذه مدرسة زينب مع مدرسة الجبيهة التي هي من الأقل حظاً في القبولات الجامعية، وهكذا يصبح الناس هناك حيث القرية تشكو من انقطاع متكرر للمياه وإغلاق مركزها الصحي، كل يوم يمر أكثر ابتعاداً عن الدولة واقرب للفوضى والتطرف؟
"الدستور"
Mohannad974@yahoo.com