facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




مطبات وانزلاقات .. السياسيين !!!


المهندس هاشم نايل المجالي
21-10-2014 01:11 PM

الخط المستقيم يقال انه اقصر خط بين نقطتين ويطلق ايضاً على اللحظات الاخيرة التي يحتاج فيها السياسي المسؤول الى احترافية ومهنية عالية واستجماع آخر الانفاس والحذر من ان يقع في المطبات والانزلاقات او ان يعرقل هرولته أحد الخصوم او الجهلة ويحول دون نجاحه وتحقيق الهدف المراد الوصول اليه والخط المستقيم هو الصراط المستقيم الذي ندعو الله دائماً ان يهدينا اليه في اليوم على الاقل سبعة عشر مرة بقولنا ونحن نقرأ الفاتحة ( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) .

وفيها مخالفة لوسواس الشياطين لانهم لا يرضون عنا ونحن على الطريق المستقيم وان نحافظ على شخصيتنا واصالتنا ومصداقيتنا بما يرضي الله ويرضي الناس ويرضي ضمائرنا ويرضي الاجيال وما وضعنا ونضع من لبنات لبناء المستقبل دون تشويش او لف ودوران وان نستجمع قوانا لمواجهة مختلف انواع الازمات والمطبات والانزلاقات .

معلم التربية الاسلامية والعربية يدرس الابناء في المدرسة ان الكذب حرام ويحضهم على اتباع حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ( إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا وعليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ) .

لكن في عالم السياسة والسياسيين الأمر مختلف فلا فرق بين الصدق والكذب فيصدق السياسي اذا كان الصدق يحقق له مكسباً أو يقوي مكانته ويكذب اذا كان الكذب يحقق له مغنماً او مكتسباً .

فالسياسة في عالم السياسة لها مجال والاخلاق لها مجال ثانٍ على اعتبار ان هناك مواقف سياسية لتحقيق غاية وهدف معين ومن اجل تمرير موقف معين او كسب موقف المصيبة الكبرى عندما يكون ذلك السياسي في موقع المسؤولية .

وهناك مصطلح متعارف عليه في علم السياسة اسمه الاستعارة وهو اسلوب بلاغي يلجأ إليه المسؤول لاختزال الكلام وتكثيفة ليصل مختصراً بين الملقي والمتلقي بحيث يكون باسلوب سلس وجمالي فيحقق البلاغة والابلاغ والابداع معاً في ايصال الرسالة والغاية والهدف منها الحماية من الانزلاق هذا الاسلوب في الخطاب السياسي ان لم يكن محكم الامر ومقنع يخرج المسؤول عن صفته ومكانته الرسمية الجمالية ليصبح حينها بمكانه زئبقية مرواغ خاصة اذا كانت الرسالة غير واضحة بما فيه الكفاية او يشوبها كثير من التساؤلات المبهمة للإجابة عليها او شابها اللغط من اكثر من جانب .

ذلك لان المطلوب في السياق السياسي الجماهيري الشعبي ليس تحقيق البلاغة مقصداً ولا الابداع بالكلمات المنمقة هدفاً بل ابلاغ واقناع فحوى الهدف من الرسالة بالدرجة الاولى حيث ان الخطاب السياسي يكون محكوم بمقتضيات المقام الذي يتحكم فيه المتحدث ( الملقي ) والمتقبل ( الشعب ) وزمان القول حيث ان السياسي مطالب بأن يقفز الى المعاني قفزاً ليخلصها من شبهة الاستعصاء على الفهم وسوء التأويل بعيداً عن حلفان اليمين او التلاعب بالنغمات الصوتية للالقاء فاذا ما تم عقد مؤتمراً صحفياً ما لتوضيح لبس ما او الدفاع عن مفهوم ما فانه اذا لم يكن منسجماً ومقنعاً ومحبكاً فان اي مواطن لا يفقه بلغة الخطاب السياسي كثيراً ولا يتقن آليات تحليل الخطاب ومفرداته ولا يدرك الخطابة التواصلية التي ضبطها علماء الالسنة ولا اللغة واستعمالاتها فيصبح ذلك الخطاب السياسي الاعلامي نهباً من الكلمات والمعاني لمن هب ودب من المبتدئين في علم السياسة المسؤولة ويصبح المسؤول مكشوف امام الجماهير على انه غير ملم باتقان آليات الخطابة الموزونة ومفرداتها ولا منعطفاتها وانزلاقاتها ولن يبلغ الكلام مقصده بل تصبح الرسالة محملة بشحنة ابلاغية فيها رسالة تحذيرية شبه تهديدية لمتقبل الخطاب وذات محمول أمني عاطفي مشحون لا يحمل التواضع ولا الاعتراف بفهم وادراك الاخرين لما يجري ويدور في فلك الرسالة ويكفي ان نذكر بقول ابي بكر الشهيرة يوم تولي الحكم " اني قد وليت عليكم ولست بخيركم اعينوني ما اطعت الله ورسوله فيكم فان عصيته فلا طاعة لي عليكم " خطابه يحتاجها كل مسؤول ليضعها امام اعينه والتواضع لله والتواضع امام الجماهير التي تراقب وتشاهد وتسمع التصريحات المتناقضة وتسكت وتصمت من اجل مصلحة الوطن وامنه واستقراره وكيد اعداءه .

ويجب ان لا تقابل بالتهديد والوعيد المبطن لان في الخطابة هناك اسلوب سياسي اخلاقي وليس سلطة قهرية الا في اذهان من نهلوا من ثقافة الفوقية والعنف شعب عاش في ظل القيادة الهاشمية تحميه وترعاه لذلك فالشعب بحاجة لخطاب لشحن الهمم بروح الفعل شعاره الولاء والانتماء لمواجهة الازمات والاخطار المحدقة بالوطن دون لبس او اي شبهات حتى لا يقع المسؤول في مؤتمر او خطاب الهزيمة التي يتخبط بها ويفر الى الانزواء والانطواء فلا انصار المسؤول الاعلاميين قادرين على الدفاع عنه ولا رسالة التهديد فزاعة يلجأ اليها للدفاع عن اخطائه فالشعب غير منشغل بالتفاهات بل بالقضايا الجوهرية المصيرية وبتحقيق الاصلاحات المنشوده فانتمائهم لوطنهم يسري في عروقهم اكثر من خواطر تدوي اذانهم فالمطلوب الاتزان والتوازن والبعد عن التشنج لأن النهضة بالوطن تحتاج لتعاون مشترك ومصداقية وشفافية بالتعامل لذلك يجب ان يكون الخطاب السياسي في اي موضوع واضح المعالم مدعم بالحقائق بعيداً عن الحلفان والتهديد .
حمى الله هذا الوطن وأمنه واستقراره في ظل قيادته الهاشمية الحكيمة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :