.. يغنّي الولد المكتنز في التلفزيون، فينبه حبيبته بأن عدم حضورها يستدعي أن يدير قفاه وأمام الكاميرا، واستعمال كلمة «..طيـ» في الصوت!!.
وهذا يذكرنا بأغنية رائجة مطلعها: بحبك يا.. حمار!!. وحين يوقعك حظك السيء في فضائية من مئات، فضائيات السياسة تسمع شتائم بذيئة للخليفة عمر وللسيدة عائشة أم المؤمنين، وبلغة يعرفها البيارته من هوشات النساء المحترمات «ورا البنك»، أو في شارع المتنبي!!.
ونضم إليها طوشات «المحاورين» في الفضائيات، واشتباكهم باليد. واستعمال الشتائم السياسية، فذلك حالة نشارك فيها دول كثيرة في هذا العالم، وقد وجدت نفسي عام 2003 في تلفزيون فرانكفورت اشارك في برنامج قائم على «الهوش» وبالاسم الألماني للكلمة. وقد كتبت وقتها في «الرأي» عن أوسعتهم شتماً وأودوا بالابل، فقد جهز القائمون على البرنامج أستاذاً سورياً جامعياً يمشي ووراءه اثنان من «حرس الحدود» وبدأ بشتم الأردن.. حليف الديكتاتور!!
.. هناك بذاءة في الفضائيات: بذاءة في الفن والغناء والمسرح، بذاءة في الساعات التي يجلس بها صاحب الفضائية ويرغي ساعات أمام الكاميرا يشتم ويمدح وينذر ويتوعد ولا أحد يوقفه، ثم استدل حزب الإسلامويين على الفضائيات وخاصة العراقية. وتبدأ المسبات والشتائم على أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم) ونسائه، وخلفائه، مما لا يمكن لإنسان عاقل أن يقبله: فما علاقة عمر بن الخطاب بما يجري؟ ما علاقة السيدة عائشة؟ وهل لو أن علي بن أبي طالب بعث حياً سيقبل مثل هذا الخُلُق المنحط الذي يغتصب روحه، وقلبه، وإيمانه ويحولها جميعاً إلى خلق مشين ولغة بذيئة؟ وهل لو أن خلفاء بني أميّة أو بني العباس بعثوا أحياء لقبلوا داعش واخواتها؟!.
كان جبران يقول: لو صدف أن التقى المسيح الناصري بمسيح اليوم لقال له: لا أعرفك!!.
ونقول مثل جبران إزاء فضائيات الردح الديني والفني والسياسي: ولو بعث زرياب، ويبيتهوفن، وعاصي رحباني، وشهدوا ما يجري على الفضائيات لطلبوا من باعثهم سبحانه إعادتهم إلى قبورهم!!.
(الرأي)