شجرة الزيتون شجرة قديمة مباركة عرفها أجدادنا منذ القدم ، واحتلت مرتبة عظيمة في الأديان السماوية ، وتناولتها الحكم والمورثات الشعبية بأروع الصور والتشبيهات، ومن الحكم والأمثال المألوفة التي تؤكد أهمية زيت الزيتون القول المأثور " الزيت عمود البيت ".
أنّ شجرة الزيتون من الأشجار ذات الأهمية الكبرى في قطاع الأشجار المثمرة ، وفي الأردن تدعم الاقتصاد الوطني بحوالي 100 مليون دينار سنويا، إذ تبلغ المساحة المزروعة بالزيتون بحوالي( 1.276 )مليون دونم ، وهذا يعادل حوالي (72 % )من المساحة المزروعة بالأشجار المثمرة، وحوالي(34% ) من كامل المساحة المزروعة في الأردن. وتتوقع وزارة الزراعة أن يصل إنتاج المملكة من ثمار الزيتون في الموسم الحالي إلى حوالي( 180) ألف طن ومن الزيت حوالي( 25 ) ألف طن. ويثلج الصدر حرص الأردنيين على الاهتمام والاستمرار في زراعة الزيتون حيث كان عدد أشجار الزيتون (10) ملايين شجرة في عام 2001 وأصبح العدد حالياً يقدر بحوالي( 17) مليون شجرة ، يتم تحويل (83%) منها إلى زيت الزيتون، وتعدُ شجرة الزيتون مصدراً لرزق شريحة كبيرة من المزارعين والعاملين في هذا القطاع, كذلك ترتبط هذه الشجرة المباركة بحياة وعادات المجتمع الأردني وتعدُ جزءاً من تاريخه وثقافته وتراثه حيث لا تخلوا المائدة الأردنية من الزيتون وزيته بشكل يومي.
ويعمل في رعاية هذه الأشجار والعناية بها الاعتماد عليها في النفقات وتدبير أمور الحياة (40) ألف أسرة أردنية تعيل ربع مليون مواطن أردني
ولزيت الزيتون فوائد أثبتتها الدراسات الطبية الحديثة، مؤكدةً تأثيره الفعال في علاج الأمراض المختلفة وخاصة الحفاظ من أمراض الشيخوخة المتعددة ، ويحتوي على كمية من فيتامنيات (أ، ك، هـ) المضادة للأكسدة والتي تمنع التجاعيد ، وتحافظ على طراوة الجلد ونعومته ويزيل ترهلات البشرة، ويعالج زيت الزيتون الدهون والكولسترول الضار في الجسم؛ حيث أنّ ملعقة واحده منه يوميًّا تساعد على تنظيف الشرايين من الدهون غير الحميدة وتزيد من الدهون الحميدة التي يستنفذها الجسم في عملياته المختلفة، ويوفر وقاية جيدة من تجلط الدم وتصلب الشرايين، ويحسن وظائف الكبد، وهو أفضل علاج لدهون الكبد ، ويقوي البصر، ويقوي الطاقة الجنسية ، والقائمة تطول في ذكر فوائد الزيت والزيتون للجسم.
إنّ الباحث المتابع لشجرة الزيتون يجد أن الدراسات تبين أن الموطن الأصلي لشجرة الزيتون هو شرق المتوسط، وبشكل خاص الأردن وسوريا وفلسطين، وتعد الأردن واستنادا إلى تقارير عالمية مدعمة في اكتشافات أثرية دولية وتحديداً منطقة رم كانت أقدم منطقة زرعت الزيتون في العالم في عام 4200 قبل الميلاد أي في عصور ( النحاسي والبرونزي والحديدي والنبطي ). ويعد الأردن أحد المواطن الطبيعية لزراعة الزيتون في منطقة الشرق الأوسط، ويدل على ذلك وجود أشجار الزيتون الرومانية في مناطق مختلفة من الأردن ، والزائر إلى بعض قرى محافظة البلقاء ولواء الكورة وبني كنانة في محافظة اربد وقرى محافظة عجلون وجرش ومحافظة الطفيلة يتمتع بجمال وروعة شجر الزيتون الروماني . وتسحره زيارة بعض معاصر الزيتون الحجرية التي كانت تستعمل لعصر ثمار الزيتون في العصر الروماني. ويطلق الأردنيون على صنف الزيتون " النبالي" اسم " الرومي" في كثير من الأحيان دلالة على القيمة التاريخية والأصل الوراثي لهذا الصنف.
وبعد،،، انطلق موسم القطاف ، والأردنيون يشمرون عن سواعدهم، ويستمتعون بسحر وجاذبية ومتانة العلاقة وقوتها والغزل والحنان والحب الذي يدور بين المزارعين وبين شجر الزيتون ، يوم قطف الزيتون ، يوم حصاد كنز من ، من كنوز الأردن ، إنه عرس أردني يجسد كل مشاعر التكاتف والتكافل والمساعدة والاحترام والتعاون ، ويرسم الصورة النبيلة المشرقة التي تجمع أبناء الوطن في العمل والمساعدة والتعاضد ، وحب الأرض ، والعناية بالشجرة ، وتقدير مكانة العمل وقيمته وأهميته في الحياة ، إننا دروس نبيلة معطاءة تترسخ في ذاكرة الأردنيين المشاركين في قطف الزيتون ، يوم لا ينسى لأن فيه الخير والعطاء والعهد المتواصل للحفاظ على تراب الوطن وحمايته والدفاع عنه .فموسم الزيتون، موسم خير وبركه ، لنستفيد منه دروس وعبر وسلوك نبيل، فالقطف الهادئ المتزن لشجرة الزيتون يمدنا بالخير والبركة ، لنجعل علاقاتنا الاجتماعية نقيه ، متزنة، شفافة ، مرصعة بالذهب .
مسك الكلام ،،،،إن الزيتون الأردني بترول اخضر نقي صافٍ ، مذاقه مميز ، ينافس كافة أنواع الزيتون في العالم ويتغلب عليه. فزيت الزيتون ذهب أصلي (24) قراط ، فلا نسكت ولا نتغاضى عمن يحاول أن يغش الزيت الأردني، ويفسد فوائده ، وجودته، ويستخدم الطرق والأساليب الرخيصة في الكسب والارتزاق، فالأردنيون يعرفون الزيت الصافي غير الملوث ، ويعرفون الغشاش الملوث، لنرفض أن يكون بين ظهرانينا في كل مواقع العمل من هو غشاش مرتزق.