facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




طعه وقايمه


شحاده أبو بقر
20-10-2014 03:51 AM

لم يعد عالم اليوم شبيها بأي شيء لعالم الامس القريب ، وبالذات في أرض الرسالات ومهبط الوحي ، فشهية الحروب الاهلية والقتل والدمار التي سادت العصور الوسطى وما بعدها ، تتجسد اليوم من جديد على ارض الواقع ، والقوى العالمية التي كان مجرد تلويحها بالعصا يرهب الشعوب قبل حكامها لم تعد كذلك ابدا ، لا بل هي تفقد تباعا هيبتها التي كانت ، والعلاقات الاجتماعية بين بني البشر حتى داخل المجتمع الواحد تزداد إنحسارا في كل يوم ولحظه ، والقوة المادية العسكرية التي كانت الفيصل في تحديد حاضر ومستقبل الاوطان والشعوب ، لم يعد لها ذلك الدور الفيصل، لا بل فإن اعتاها قوة وتقدما يقف حائرا في الزمن الراهن أمام نفوذ متواضع لمجموعات مسلحة تشغل العالم كله بممارساتها الغريبة عن الواقع المعاش ، وعلى نحو تتكاثر فيه التحليلات والتكهنات وتتضارب دون أن تستقر على رأي يعتد به إنسانيا .

العالم اليوم ً طعه وقايمه ً وفقا للوصف الشعبي الاردني ، وليس لاحد مهما كان شأنه أن يؤثر في هذه الواقع المزري ، وبصورة باتت تنذر بأن النظام العالمي التقليدي المتعارف هو اليوم في خطر إن جاز التعبير ، والغريب أن التحولات المرعبة التي يشهدها الكوكب اليوم تتم بسرعة هائلة وتظهر على نحو مفاجيء لا يتوقعه احد ، ولهذا فإن ما يبدو في نظر بعضنا مستحيلا هذا الأوان ، قد نجده وقد فرض نفسه فجأة ودونما سابق إنذار .

ما الذي يجري إذا ، ولماذا يقف الجميع كبارا وصغارا مشدوهين امام هذا الذي يجري ، وهل البشرية على موعد مع مشهد جديد ينبيء بعالم جديد مختلف عن عالمنا الراهن . اغلب الظن أن الامر كذلك وان عالما جديدا آخذ في التشكل تدريجيا ولكن بثمن مكلف جدا قوامه أنهار من الدم وكم هائل من العذاب ، وبالذات في بلاد العرب والمسلمين ، ومن يعلم فقد تتسع دائرة العنف لتشمل دولا وقارات واقاليم جديدة على إمتداد الكوكب .

في السياق يظهر خطر من نوع آخر بطله فيروس ايبولا الذي يثير الرعب في سائر اوروبا والولايات المتحده ويفتك بآلاف البشر في غرب القارة السوداء ، لا بل فإن آيبولا وقانا الله شره بدأ يفرز آثارا سياسية حتى في الولايات المتحدة حيث يتبادل الحزبان الرئيسان الإتهامات بشأن التقصير في التحوط منه ومن إمكانات إنفلات أمر السيطرة على هذا الوباء القاتل خاصة وان كل الجهود لم تسفر حتى الآن عن القضاء على هذا الخطر المرعب .

هذا واقع عالمي يثير التساؤلات والإستغراب فنشرات الاخبار العالمية تستهل بقتل ودمار وتشريد وتنتهي بالتحذير من مجازر جديدة قادمه ، وعلى نحو يشير وبوضوح تام الى ان البشرية صار العنوان الابرز في حياتها هو الشر لا الخير ، والأمور في تصاعد لا تراجع فيه ، فهل هذا غضب إلهي على بشر افسدوا في الارض بدل أن يعمروها كما أراد الله جلت قدرته ، أم ان ما يجري هو إستمرار لنهج بشري غير قويم عماده البعد عن الله والتكالب على الدنيا ونسيان الآخره ، الله وحده اعلم ، وكل ما نعلم هو ان الحياة في عالم اليوم لم تعد تلك الحياة الآمنة المستقرة التي يتسابق فيها البشر على إسعاد البشر ، وإنما هو الشقاء الذي لا يرحم صغيرا او كبيرا غنيا او فقيرا حاكما او محكوما .

نعوذ بالله العلي العظيم من شرور هذا الواقع المر ، ونبتهل اليه جلت قدرته ان يجنب بلدنا الفتن ، وان يحقن دماء العرب والمسلمين وكل إنسان صالح على وجه البسيطة ولا حول ولا قوة الا بالله ، وهو من وراء القصد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :