نعم نغار ، حين نشاهد كيف تحافظ الدول على صحة مواطنيها ، وقططها ، وضفادعها ، وكلابها ، وصيصانها ، حتى ( أبو بريص ) الذي مهما طال عمره في الاردن لايستطيع أن يكمل ( أسبوع ) لأنه أن نفذ من ( شباشب ) الاردنيين فانه لاينفذ من أن يموت متسمما بغذاء الاردنيين ، مع العلم أن ( أبو بريص ) في بعض الدول يحظى بعناية واحترام أكثر من احترام بعض الدول لقرارات مجلس الامن الدولي !!
حين تأخذ عينة من أستقالات المسؤولين حول العالم ، تجد أن معظمهم أستقال بسبب ( كلب ) مدعوس على الطريق العام ، او ( قطة ) أصابها تلكؤ معوي ، او ( ضفدع ) قفز في حاوية قمامة ولم يستطع الخروج نظرا لان الدولة لم توفر له مخرجا امنا في الحاويات ، نعم أستقالوا أدبيا على حوادث من هذا القبيل لأنهم المسؤولون عن الشوارع وعن الطعام وعن الحاويات ، بينما في بلادنا ( عرس ) كامل نزل في واد ولم يخرج منهم من يخبر بما حصل معهم ، ومع ذلك أشترك وزير الاشغال العامة بعد الحادثة في عشر حكومات !!
بالنسبة للدولة الاردنية فأن مهاجمة مقرات ( داعش ) ، هو أسهل لها بكثير من مهاجمة ( سيخ ) شاورما يتبع لأحد المتنفذين !!
نعم ، يستطيع أي مسؤول حكومي أن يتجرأ ويبلغك عن زيادة في المديونية بأنها بلغت عشرات المليارات ، لكن أكبر لا يستطيع أن يتجرأ ويبلغك عن أسم مطعم او فندق تسمم فيه عشرات المواطنين !!
ما أكثرهم حين تعدهم ، وزارة الصحة ، مؤسسة الغذاء والدواء ، دوائر الرقابة الصحية في البلديات ، دوائر المراقبة والتفتيش في وزارة السياحة ، حماية المستهلك .. الخ ، بمعنى لو قسمنا عدد الموظفين والمسؤولين عن تلك الدوائر على عدد مقالي الفلافل وأسياخ الشاورما ، ومناقل الشوي في الاردن سنجد أن كل ساندويشة فلافل تصنع في الاردن هناك امكانية ليراقبها 10 موظفين وامين عام !!
ومع ذلك لازلنا نفقد الاحبة بوجبة ( برجر ) ، ولازالت غرف العناية الحثيثة محجوزة لضحايا ( الشاورما ) ، ولازالت كلفة المضادات الحيوية التي تعطى لمتسممي ( الفلافل ) أكثر من كلفة التأمين الصحي !!
قديما كان ( الرشح ) هو أكثر الامراض انتشارا في الاردن ، اليوم كلما تسأل أحدهم : بعيد الشر مالك ( مصفرن ) ؟!! فيرد عليك : شغلة بسيطة ( سرطان ) قولون او سرطان ( رئة ) _ اللهم عافينا _ .
لا تنظروا الى العجز ولا تنظروا الى المديونية ، ولا تنظروا الى رفع الدعم ، ولا تنظروا الى كلف الكهرباء .. فأن أستمر هذا الوضع المتردي في المراقبة الصحية لن تجدوا شعبا لترفعوا عليه ، ولن تجدوا ( بطنا ) لتطالبوه بشد الاحزمة ، ولن تجدوا الا المقابر لتخطبوا على شواهدها لاخيار امامنا من رفع أسعار المشمش !!
في بعض الدول تتمنى لو أنك ( ضفدعا ) ، على الاقل تلقى الرعاية والاهتمام وتضمن ما تأكل ؟!!
(العرب اليوم)