واسطات ومحسوبيات، اشاعات ومهاترات، وطنيات ومزايدات، مجاملات واحداثيات، وبين مواطن عادي ومواطن سوبر، وسيارة ذات نمرة بيضاء وأخرى حمراء، وبين ابن مواطن مسؤول وابن مواطن مهموم ، وفي خضم جعجة الاصلاح يتساءل البعض عن الفرق بين الجدوى والفوضى في الاصلاح ؟
غياب في المعلومات، تضارب في التصريحات، تعدد في المرجعيات، تزايد في الاجتهادات، كل هذا وذاك ساهم في تفشي الاشاعات وضرب اي مشاريع للإصلاحات !!! استثمارات مغامرة وقوانين عابرة، أطعمة فاسدة وإدارات ظالمة، وبين كل هذا وذاك تبرز فوضى التصاريح الممنوحة لمطعم هنا وفندق هناك، عامل وافد هنا واردني غير مؤهل هناك، لينتقل الحديث بعد كل هذا وذاك لمستشفى بغير كادر طبي متخصص أو لمركز صحي تعرف معالمه من خلال علم أردني ارهقته شدة الرياح وأتعبته قوة الأمطار ونسيان الزمان !!
مدارس وجامعات، كليات واكاديميات، معاهد ودوسيات، وبين معلم وأستاذ ؛ عميد ورئيس؛ مجلس إدارة ومجلس أمناء بدا واضحاً أن التعليم لدى البعض أضحى تجارة والطالب سلعة والعلم نقمة والجهل نعمة !!
ضريبة للدخل وضريبة على المبيعات، اعفاءات وغرامات، عينات وكشوفات، تهرب وتخبط، سقوط لبعض القرارت في المحاكم ، وبين مدقق ومفوض ، وبين الحقيقة والاجتهاد ، والتأخير والتبرير تباكى الاقتصاد على كشوفات مقبولة وغير مقبولة ومبالغ مفقودة وأخرى مجهولة !!
اوكتان وغير أوكتان وبين السعر المحلي والسعر الدولي وما هو مدعوم وغير مدعوم تاهة معادلة الاحتساب فباتت الأمور ضرباً من ضروب الاجتهاد فالمعلومة مفقودة والتأكيدات موجودة والتعاميم مطروحة والتطبيقات مفروضة !!
محافظات مغبونة وقرى معدومة، مدارس غير محظوظة قادتها سوء الظروف الى تسميات غير معهودة فباتت الأقل حظاً !! وعند هذا الوصف يتساءل الكثيرون : إلى متى سيبقى الحديث عن الأقل حظاً ؟ ولماذا أقل حظاً ؟ وكيف ؟ وأين ؟ وإلى متى ؟ أقل حظاً بمشاريعنا الاصلاحية أم أقل حظاً بالمدارس المؤهلة وقد يقود الحديث الى الأقل حظاً بالمشاريع الناجحة وصولاً إلى الأقل حظاً بالعيش الكريم !!
أحزاب وجمعيات، نقابات ومؤسسات، قرارات بالعشرات وتوصيات بالمئات وتطبيقات بلا نهايات، مصالح وطنية تغلبها الأنانية، تملؤها الانجازات الشخصية وبين التصريحات الاعلامية والانتقادات الباطنية تباكى الوطن على ضياع الكثير من انجازاته وتهميش العديد من رجالاته !!
ان الاصلاح المنشود هو الذي يقضي بأن تصبح معادلة الوطن أكثر شفافية ووضوحاً، أقل مجاملة وفساداً، الاصلاح الحقيقي هو الذي يؤدي إلى أن تصبح مدارس الكرك ومعان كمدارس جبل عمان، اصلاح يؤدي إلى أن تصبح شوارع المفرق وعجلون كشوارع عبدون، اصلاح يقود الى أن يشعر المواطن الأردني بالأمن الاجتماعي قبل السياسي، اصلاح يلغي التفرقة بين الوان نمر سيارات المواطنين، اصلاح يكفل للجميع تلقي نفس المستوى في خدمة طبية مميزة، اصلاح يكفل للجميع التعبير بحرية محكمة، اصلاح يسمح بحرية الحصول على المعلومة المؤكدة، اصلاح بغلاف وطني واحد لهدف واحد ضمن مساق واحد يندرج تحت مسمى مصلحة الوطن وأمن المواطن، الأمن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي والفكري حتى ننطلق بعدها إلى الاصلاح الشامل ضمن أيدولوجية متكاملة تسمح بالاجتهاد والانتقاد ضمن رؤية وطنية واضحة لا تخطئها اشاعة مغرضة أو سياسة متعنته أو مصلحة ضيقة.