الحب المؤسسي .. ومؤشرات الفساد
صبري الربيحات
19-10-2014 04:26 AM
....الكثير من المشاعر التي يتبادلها الناس هذه الايام لها علاقة بالمواقع ولا علاقة تذكر بصفاتهم الانسانية او مواهبهم....او عبقريتهم في الخدمة او العمل.
في واقع الحال هناك الكثير من النفاق والتدليس..في فضائنا الرسمي والاهلي ...كثير من النفاق وادعاء الحب سببه الخوف وغياب الطمأنينة ونقص في منسوب الكرامة..يسعى من خلاله الافراد لحماية انفسهم بالانتماء الى نظام هش ومتحول من العلاقات المبنية على الاسراف في المجاملة وتبادل المديح لاشخاص في مواقع نفوذ قد لا يستحقون ان يكونوا فيها.
في غالب الاحيان يتلاشي المديح في اللحظة التي يغادر فيها المتنفذون مواقعهم ...وربما يتحول المديح والغزل الى ذم وكراهية.
العلاقات تبدو مصلحية يحاول فيها الفاسدون والطامعون الاستحواذ على مشاعر اصحاب المواقع للتاثير على قراراتهم وتجييرها لحساب المجاملين الذين ينسجون شبكات تعنى بالترفيه والخدمة والضيافة والمديح والتلميع لاصحاب المواقع طالما هم في مواقعهم..
غالبية المتحلقين حول اصحاب النفوذ اصحاب مصالح او سماسرة يعملون لحسابهم ..الطرفين يعرفان اللعبة وينخرطان بها ويعرفان نهايتها ولا يقلل ذلك من استمتاع الطرفان فيها.
الولائم والسهرات والتطوع للخدمة بعض مظاهر اللعبة..
قال لي احد المتنفذين السابقين قبل ايام ان هاتفه قلما يرن ايام الجمعة والسبت بعد ان ترك الموقع..في حين انه كان يتلقى اكثر من الف مكالمة لم يرد عليها يوم كان يامر وينهى...
بعض الذين ادمنوا على الحب المؤسسي اصبحوا مضطربين نفسيا ويعانون من الخلط بين التخيلات والواقع....
في رواياتهم شيء من الحاضر واشياء من تخيلااتهم ومراراتهم واحكامهم...فلم يعودوا متاكدين من ان ما عايشوه حب واعجاب او كذب ونفاق.
المؤسف ان هذه الظواهر مستمرة في كل المؤسسات...وان لا جهد يذكر لمجابهة اثارها النفسية والمالية والاخلاقية والاجتماعية والسياسية على المؤسسات والافراد والمجتمع.