مسلسل الاضرابات و الاعتصامات
خلف وادي الخوالدة
18-10-2014 04:34 AM
• لا زلنا نشاهد بين الفينة و الاخرى تواجد مجموعات من الموظفين او العاملين يتجمهرون امام بعض المؤسسات او الشركات والمنشات والدوائر والشوارع وبعض الطرقات. ولدى الاستفسار يتبين انه اعتصام للمطالبه بالمزيد المزيد من الحقوق والامتيازات وبعض الخدمات العامة.
• نحن مع تحسين الظروف المعيشية لكل مواطن اردني عامل او غير عامل وهذا حق كفله الدستور. لكن على كل العاملين في المؤسسات العامة والخاصة ان يدركوا انهم حاصلون على فرصة عمل وغيرهم الكثير من المتعطلين عن العمل الذين ينتظرون فرصهم بفارغ من الصبر. نظرا لما يعاني منه الاردن من ظروف اقتصادية قاسية لا داعي للخوض في اسبابها و مسبباتها في هذا المجال.
• هذا المسلسل من الاضرابات والاعتصامات يوحي وكأن بلدنا حديث الوجود والخبرة والتجربة متجاهلين ان الاردن دولة مؤسسات وقانون حريص كل الحرص على مراعاة حقوق العامل والانسان بشكل عام. وان قوانين بلدنا ان لم تكن الافضل عالميا في هذا المجال فهي في مقدمة القوانين العالمية رعاية وحماية لحقوق العمل والعمال رغم الامكانيات والموارد المحدودة.
• هذا المسلسل المتكرر من الابتزازات يؤدي الى عرقلة عجلة النمو والتقدم والازدهار ويلحق الاذى والضرر والخسائر في مصالح المستثمرين الذين نحن بامس الحاجه لتوطين استثماراتهم وجذب المزيد منها للمساهمة في الحد من ظاهرتي الفقر والبطالة كما يؤدي ذلك الى تكلفة رفع الاسعار في بعض السلع التي يتحملها المواطن المستهلك وليس غيره.
• وبالمقابل يجب إيصال كل ذي حق حقه قبل اللجوء لمثل هكذا احتجاجات وتطبيق معايير العدالة الإجتماعية وعدم ترك مبرر لأي محتج. وبعكس ذلك لا بد من تشريع قانون لضبط هذه الفوضى الخلاقة التي أصبحت أشبه بعرف يلجأ إليه كل من خطر على باله طلب خاص أو ظرف عابر أو إملاء خارجي ويجب أن يحاسب كل مخالف سواء كان مسؤولاً قصّر في أداء واجباته التي أدت إلى ذلك أو من يلجأ لمثل هكذا تصرفات دون وجه حق أو مبرر.
• اذا كان هنالك بعض المطالب المحقة يجب ان تكون المطالبة من خلال الاساليب والطرق العقلانية المنضبطه بعيدا عن هذه الممارسات التي تلحق الضرر بالمصالح العامة وتنفر المستثمرين والزوار والسياح والوافدين وتزيد الفقر فقرا والبطالة ازديادا وتعقيدا. وبالتالي تشوه صورة الوطن بشكل عام. وبالمقابل فانه لا يحق ان يتقاضى من يلجأ الى الاعتصام راتب الايام التي لا يعمل فيها. لان من اخذ الاجر حاسبه الله بالعمل. وان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه.