صراع "النصرة" و"داعش" حول "نفير النساء"
17-10-2014 11:29 PM
عمون -اشتعل "تويتر" مرة اخرى، بواحدة من صولات وجولات المعارك، التي يشهدها موقع التواصل الاجتماعي هذا، بين "جبهة النصرة" من جهة وتنظيم "الدولة الاسلامية" من جهة ثانية. وموضوع الخلاف بين الطرفين، هذه المرة، هو "نفير" المسلمات الى سوريا. وكان قد بدأ بمناوشات على حسابات متفرقة، واشتد وتركز مع هاشتاغ #لا_لنفير_النساء الذي اطلقه مغرد من "النصرة"، استوحاه من سلسلة تغريدات لـ"ابو ماريا القحطاني الشرعي" في "النصرة"، تناول فيها هذا الموضوع تحت عنوان "نسف مذهب خرافة الشهوات".
إهانة وتعذيب
وحين تدور مثل تلك المعارك، فان غبارها ينجلي عن قصص ووقائع، تنشر في الاصل لتقبيح صورة فريق من الفريقين.
وهكذا اطلعنا على قصة رجل صومالي تركت ابنتاه منزلهما الوالدي في النرويج، مع رسالة موجهة الى والدهما "انت علمتنا الجهاد النظري ونحن اليوم نطبقه عملياً". سافر الوالد الى سوريا، بعد ان ورده اتصال بان ابنتيه في سوريا، وانهما في مكان خطر ويجب عليه ان يدفع مبلغا حتى يخرجا. هناك التقى الوالد في أطمة، راوي هذه القصة مجاهد جزراوي، الشرعي في "النصرة"، ورفاق له.
فاخذت "الجبهة" على عاتقها استعادة الابنتين، وتفاوضت عبر رقم كانت قد اتصلت عبره واحدة من الاختين بوالدها باكية. وفي اليوم الذي اتفق عليه لتسليمهما في أطمة، حضر رجل نيجيري بسيارة ومعه الفتاتان، وحصلت مشادة بينه وبين عناصر "النصرة"، فرّ على اثرها بسيارته، فاطلقوا عليه النار.
لجأ الرجل مع الفتاتين، التي اصيبت احداهما برجلها، الى حاجز لـ "الدولة الاسلامية" في أطمة مستنجداً بهم كونه من جنودها، وكاد ان يقع اشتباك بين عناصر "الجبهة" و"الدولة"، لينتهي الامر امام محكمة أطمة، قبل ان يجري تحويل القضية الى محكمة الدانة، حيث رفع الوالد دعوى. وهناك اخبروه بان الفتاة الكبرى تم تزويجها من احد جنود "الدولة" بعقد شرعي من المحكمة. وسجنوه 12 يوما، قضى 9 ايام منها في الانفرادي، بتهمة العمالة لتركيا، وتعرض للاهانة التعذيب والتهديد بالقتل. الى ان قضى مسؤول المحاكم من آل النجدي ببراءة الوالد واوصله الى أطمة مع نصيحة بالخروج من سوريا. فامتثل الوالد تاركاً ابنتيه في سوريا، موضحاً لراوي القصة، الذي حاول اقناعه بالبقاء وتأمين الحماية له والسعي لاخراج ابنتيه: "ما استطعت ان افعل لهما شيئاً، رفضوا حتى ان اجلس معهما".
عن النهار اللبنانية