عدنان ابوعوده ... ما ان تراه اوتستمع اليه حتى تشعر بانك امام شخصية تعي ما تقول وتعرف دوافع وبواطن وظواهر الاحداث.. العلاقة بين احساسه وادراكه علاقة عميقة فلا يدخل في مدركاته انطباع او ملاحظة او موقف دون ان يعي مكانها وزمانها وظروفها واثارها.
يبهرك ابو السعيد بسعة اطلاعة وقدرته على المتابعة للاحداث وشغفه بالقراءة..وله نظرة في الناس والحوادث والافكار.. بالنسبة له الاردن كتاب مقروء يعي ابوابه وفصوله ومفرداته فقد شارك في صياغة بعض وحداته وقرأ الباقي من الغلاف الى اخر سطر في الفصل قبل الاخير.
على خلاف معظم معاصريه ممن اشتغلوا في السياسة كان له ما يقال في كل ما يطرح عليه او يشارك فيه..
قبل اشهر دعيت من قبل احد مراكز الابحاث المحلية لمناقشة تحديات الواقع وتصورات لحلول فسألت الجهة الداعية عن المدعويين فطرح بعض الاسماء ولم يكن ابو السعيد من بينها فقلت للجهة الداعية لا اظن ان الاعداد للقاء بمستوى الموضوع فسألني مستغربا عن مبررات التعليق فقلت بلا تردد ان من الصعب ان اتخيل لقاء يتناول موضوعا ذا طابع كهذا دون ان يكون عدنان ابو عودة من اوائل المعنيين..فوافقني الراي وتمت دعوته وشارك في اللقاء على طريقته الخاصة.
في غالبية اللقاءات التي يشارك فيها تتوقع من ابا السعيد أن يقول ما لم يقله الغير فله نكهة خاصة تجعلك تفخر ان نظمنا التعليمية والادارية والسياسية خرجت شخصية بكفاءة عدنان ابو عودة...اليوم تشرفت بالاستماع له ولتعليقه واستنتاجاته ونظرياته في العلاقة بين الفلسطينين والاسرائليين والاردنيين..هذا الموضوع الذي يستفز البعض كلما تحدث فيه...واظن ان ما قيل كان فيه الكثير من المنطق والموضوعية .
ابو السعيد يتابع لانه لا يقضي الكثير من الوقت في ترأس الجاهات او طقوس النوادي السياسية التي تخصص للتشريح والتجريح...فهو يملك ذاكرة حية وذهن متوقد وملكة تحليلية وحماسا لعرض قناعاته يتجاوز كل ما لدى اجياله وتلامذته...دوام الصحة للاستاذ عدنان ابو عودة الذي طمئننا بأن بلادنا قادرة على ان تنجز انواعا من الرجال تستطيع ان تحافظ على استقلالية عقولها واحكامها تحت ضغوط العمل وتوقعات الموقع والمقام.