تقرير احوال التعليم في امارة شرق الاردن
15-10-2014 01:44 PM
عمون -الطراونة والمحاسنة والفهيقي والمسعود يحققون تقرير أحوال التعليم في امارة شرق الأردن لسنة 1934
لأن التاريخ فن يسترجع فيه أهل الأختصاص الأخبار الماضية بغية الفائدة والوقوف عند التجارب الإنسانية والمحطات الحضارية وفي غير مجال أو اختصاص؛ يثبت الإصدار الجديد للدكتور محمد سالم الطراونة والدكتور هادي عبدالفتاح المحاسنة والدكتور أحمد هويش الفهيقي والدكتور أشرف سامر المسعود بأن كتابة التاريخ وسيلة لحفظ ذاتية المكان ووصفه بدقة متناهية,لا سيما عندما يتعلق الأمر بحقل هام وضروري يتمثل بالتعليم الذي تناوله الدارسون بشكل شمولي ومفصل من خلال معلومات وافية واحصائيات ترصد مدى التطور في الخدمات التعليمية كماً ونوعاً منذ انشاء الإمارة سنة 1921 أي بعد مرور ما يقارب عقد ونصف من الزمن.
محتويات التقرير تمكن المتلقي من ملاحظة مدى الاهتمام الذي أولته حكومة الإمارة في النهوض بالتعليم، وتوفير الإمكانات أمام التلاميذ لنيل فرص التعليم في انحاء الإمارة كافة سواء في المدن أو الأرياف وحتى البوادي.
والجدير ذكره بأن التقرير على قدر من الأهمية لأنه رصد عدد المدارس وانواعها وأعداد الطلبة وكل ما يتعلق بالعملية التربوية والمناهج الدراسية والامتحانات المدرسية،كما قدم معلومات تفصيلية عن التعليم المهني والزراعي والصناعي والتجاري؛ مما يعكس السياسيات التعليمية التي تنبّهّت إلى ربط التعليم بحاجات المجتمع التنموية آنذاك.
وحول أهمية التقرير الوثائقية فقد تمكن من رصد بناء الدولة الأردنية وما انتهجته من سياسات ناجحة بالعلم وإعداد الإنسان باعتبارة محور التنمية وصانعها (حسب الدكتور محمد سالم الطراونة) الباحث الذي يُدرك بأن الغوص في الكتابة التاريخية تمنح النص الإبداعي سمة الخلود، لأن من يلتمس الخلود يجده في التاريخ ولا يجده في العمر لأنه يمضي ولا يعود على حد وصف أحدهم.
التقرير جهد معرفي وضع المتلقي أمام رصد لأحوال التعليم الحكومي في إمارة شرق الأردن وهو جدير بالقراءة الدقيقة والمتأنية، فتحية للمحققين الدارسين على هذا العمل النوعي والمفيد.