facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




حـوار مع الإسلاميين (14) (الجيش .. آخر الدواء)


بلال حسن التل
15-10-2014 03:21 AM

تُسيطر «داعش» على أحاديث الأردنيين ومنتدياتهم، حيث يرسم الأردنيون سيناريوهات شتى لمستقبل «داعش». وعلى الرغم من القلق الذي يسيطر على الكثير من أحاديث الأردنيين، غير أن هناك إجماعًا لديهم على قدرة أجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة على صد أي هجوم قد تفكر «داعش» بشنه على الأراضي الأردنية، وعندي ان هذه إتكالية يجب ان يتحرر منها الأردنيون، وأن يكون لدينا تصورٌ لمقاومة «داعش»، قبل ان تصل إلى مرحلة يضطر فيها الوطن إلى استخدام قواته المسلحة في معركة عسكرية، قد نستطيع تجنبها إن نحن أحسنّا التصرف. ذلك أن دخول الجيش على خط الحل لمشكلة «داعش» ومثيلاتها يجب ان يكون آخر الدواء الذي هو الكي، الذي نأمل ان لا نصل إليه تجنبًا لإراقة الدماء، وتفاديًا لدمار قد يلحق ببعض آلياتنا ومبانينا.

وحتى لا نضطر إلى آخر الدواء فإن على مؤسسات بناء الرأي، والفكر، والقناعات أن تنفض عنها غبار الكسل والتراخي. فالمعركة مع التطرّف والتكفير هي أولاً: معركة مع فكر منحرف يعبر عن نفسه بالقوة المسلحة، وبوسائل الذبح المنهي عنه شرعًا، وهنا يبرز دور المؤسسة الدينية التي عليها ان تسير في مسارين، الأول هو: العمل على تحصين عقول وقلوب شبابنا بصحيح الدين وبخطابه الوسطي المعتدل، باعتبار الإسلام دين اعتدال، وحوار، وتسامح، واعتراف بالآخر. أما المسار الثاني: فهو تفنيد مزاعم «داعش» وأخواتها في قراءتها الخاطئة للنص الديني، ومسيرة السلف من الصحابة والتابعين. وهذا يتطلب ان يكون لدينا جهاز وعظ كفؤ وقادر ومؤهل، يجب ان نكثف الجهود لتطويره وتحديثه وتزويده بالقوى البشرية المؤهلة، فمعركتنا مع الفكر المنحرف طويلة تحتاج إلى سنوات أطول من سنوات المعركة العسكرية التي هي إفراز للفكر المنحرف.

ومثل جهاز الوعظ فإن علينا ان نمتلك وسائل إعلام قادرة على تحمل أعباء هذه المعركة، ليس من خلال الأخبار، بل من خلال المقالات ذات المضامين الفكرية العالية التي تفند الانحرافات الفكرية من جهة، والتي تُحصن الشباب من هذا الفكر. فالمقالات الإنشائية والانطباعية غير ذات جدوى في هذه المعركة. لذلك فإن على القائمين على مؤسساتنا الإعلامية الانتباه إلى هذه الحقيقة قبل فوات الأوان.

ومثل الوعظ والإعلام، كذلك تبرز أهمية مؤسسات الثقافة والتثقيف، فهي الأخرى مطلوب منها مراجعة مضامين أنشطتها، والارتفاع إلى مستوى التحدي الذي يواجه الوطن وشبابه من خلال تقديم خطاب ثقافي يقنعهم أولاً، ويحصنهم ثانيًا ضد كل ألوان الفكر المنحرف.

ولأن المعركة معركة عقول، خاصة عقول الشباب التي تتصارع عليها المنظمات والتنظيمات والجماعات والجمعيات، فإن على المؤسسات التي تُعنى بالشباب في بلدنا ان تُعيد هي الأخرى النظر في سوية برامجها ومضامين هذه البرامج.

خلاصة القول: إن المعركة الجارية الآن مع التطرف والتكفير هي معركة ثقافية فكرية تحتاج إلى أجهزة قادرة على خوضها.. وعلينا ان نعترف ان كثيرًا من الوهن قد أصاب أجهزتنا المناط بها خوض هذه المعركة.. أعني بها الوعظ، والإعلام، والثقافة، والشباب. وقد آن الأوان لإعادة النظر بواقعها من حيث القوى البشرية، ومن حيث مضامين الخطاب وهي خطوة ضرورية حتى لا نلجأ إلى آخر الدواء، وحتى لا نضطر إلى إراقة دم جندي أردني واحد في معركة نستطيع تجنبها إن نحن كسبنا معركة الوعي. فهل نحن فاعلون؟.
(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :